بعد ثلاثة أيام حافلة بالفعاليات، اختتم المؤتمر العالمي 2025 «نحن الاحتواء»، الأربعاء، فعاليات دورته الـ18 التي استضافتها الشارقة للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وشارك في المؤتمر 152 متحدثاً يمثلون المناصرين الذاتيين، وأسرهم، والخبراء، وصناع القرار في مجالات الإعاقة والدمج المجتمعي من 160 مؤسسة بـ 74 دولة، وحضره 600 مشارك في 59 جلسة. ونظمت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية المؤتمر بالتعاون مع منظمة الاحتواء الشامل الدولية، وشراكة استراتيجية مع المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، ودعم من شركاء المدينة الاستراتيجيين. وتناول المؤتمر سلسلة حوارات ونقاشات دولية، قادها نخبة من الخبراء والمتخصصين بمشاركة المناصرين الذاتيين أنفسهم، قضايا الدمج والعدالة، وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وأسرهم. وفي كلمتها الختامية، قالت سو سوينسن، رئيسة منظمة الاحتواء الشامل الدولية: «نمارس دور المجتمع المدني والاحتواء على المستوى الدولي، ونعمل على ضمان أن تكون قيادة حركتنا متنوعة، شاملة، وتمثّل العائلات والمناصرين الذاتيين. نتطلع إلى مناقشة استراتيجيات كيفية تحقيق ذلك في اجتماع الجمعية العمومية المقبل. يؤكد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن الاعتراف بالحقوق المتساوية للجميع أساس الحرية والعدالة والسلام في العالم. وهذا ما نأمل حدوثه ونمتلك القدرة على تحقيقه». وخلال حفل الختام، ألقت منى عبد الكريم اليافعي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، كلمة قالت فيها: «تشمل توصيات المؤتمر تطوير سياسات وبرامج تدعم الدمج الشامل للأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز مشاركتهم وأسرهم في اتخاذ القرارات، وتمكين المناصرين الذاتيين بمهارات التأثير، وتوسيع نطاق الوصول إلى التعليم والصحة والتوظيف، وزيادة الوعي المجتمعي ودعم الأسر، وتعزيز الشراكات بين القطاعات المختلفة». وأضافت: «نضع هذه التوصيات بين أيدي المعنيين وأصحاب القرار والمشرّعين لتطبيقها على أرض الواقع من حيث تطوير البنية القانونية المتعلقة بالدمج وتجديد المفاهيم التشريعية من منظور شامل يتماشى مع سياسات التنمية المستدامة ويراعي تنوع السياقات الثقافية والاجتماعية وتمكين صانعي السياسات من تبني قرارات تتجاوز الإطار الإنساني نحو رؤية تنموية شاملة». وفي كلمته خلال الحفل، قال هاشم تقي، رئيس منظمة الاحتواء الشامل للشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «نحتفل باختتام لقائنا بعاصمة العلم والثقافة، الشارقة المليئة بالمحبة والترحيب والتي غمرتنا بالرعاية وطيب الاستقبال والضيافة العربية الأصيلة المعهودة. تواصلنا ودعمنا بعضنا وكان للدمج معنى مميز وشعور خاص. تعرفنا إلى طرق جديدة في الدمج واستمعنا للمناصرين الذاتيين من مختلف دول العالم وتعلمنا من تجاربهم وسبل دعمهم». وأضاف: «أتقدم بخالص الشكر وعظيم الامتنان للإمارة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، لرعايته هذا الحدث المهم، كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير للشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيس المدينة، على عملها الدؤوب على مدى سنوات طويلة». إنجازات وتطلعات تضمن الحفل الختامي عرض مقاطع فيديو ملهمة عن تجارب وإنجازات وتطلعات الأشخاص ذوي الإعاقة، والخطوات المستقبلية التي يمكن اتخاذها لدعمهم، إلى جانب حلقة نقاشية بعنوان «الإعاقة الذهنية في الصورة العامة» شاركت فيها هبة هجرس، المقرر الخاص المَعنِي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالأمم المتحدة، رحاب بورسلي عضو لجنة خبراء الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ورئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لأهالي الأشخاص، سام وولفِن، المستشار الإقليمي لشؤون المساواة بين الجنسين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفاطمة وانغاري، المنسق الوطني لمنظمة «الاحتواء - غانا»، وأدارتها سو سوينسن، رئيس منظمة الاحتواء الشامل الدولية. وتضمن حفل الختام كلمة ألقاها جيمي كوك، المدير التنفيذي لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية، قال فيها: «المؤتمر شكّل منصة فريدة لحركتنا العالمية، منصة تميزت بالتعاون والالتزام المشترك. واسمحوا لي بالتعبير عن امتناني لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ولإمارة الشارقة على الكرم والدعم في استضافتنا في هذه اللحظة المهمة. وفي ختام المؤتمر، أصبحنا أكثر قوة ووحدة، بفضل الشراكات التي أبرمناها، والمبادرات التي سنواصل العمل عليها لتحقيق مستقبل أفضل». منظومة متكاملة ناقش حفل الختام أبرز ما جاء في «قمة الأسر» التي احتضنتها الشارقة، وجمعت العائلات والخبراء والقيادات في غرفة التجارة والصناعة، و«قمة المناصرين الذاتيين»، التي أقيمت في فندق بولمان، تجسيداً لحرص الإمارة على إشراك المناصرين الذاتيين والأسر في صياغة الرؤى والرسائل الأساسية للمؤتمر. وأكد لويس غابرييل فياريال، نائب رئيس منظمة الاحتواء الشامل الدولية، أهمية مواصلة العمل على قضايا ذوي الإعاقة المتعلقة بالحصول على وظائف شاملة، والمشاركة في السياسة، والحصول على تعليم شامل ودعم جيد. وقال: «يجب على المناصرين الذاتيين أن يكونوا قادة في المنظمات التي تمثلنا، ونحتاج إلى دعم من أسرنا ومنظماتنا إلى جانب التدريب والدعم والفرص لتولي أدوار قيادية. ورسالتنا لكم جميعاً: العالم يحتاج إلى قادة من المناصرين الذاتيين، ومسؤوليتنا أن نتحدى أنفسنا ونكون قادة في منظماتنا الخاصة، ومجتمعاتنا، وحياتنا الشخصية. هذه هي الطريقة التي نضمن بها أن يظل صوت المناصرين الذاتيين قوياً لنواصل إحداث التغيير». من جهتها، قالت فوزية حاجي، عضو مجلس المنظمة: «في ظل الاتجاهات التي نواجهها، يحتاج قادة الحركة الأسرية إلى رؤية قوية وفهم واضح لمعنى الدمج من أجل المناصرة، وكيفية تواصلنا كعائلات مع بعضنا مع الحفاظ على الجانب الإنساني المباشر، لأنه جوهر حركتنا الأسرية. كما أن العائلات ترغب في التواصل بناءً على المرحلة العمرية لأفرادها من الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، وهو ما قد يغير طريقة تنظيمنا كحركة أسرية».