أصبح التطور المتسارع لأدوات الذكاء الاصطناعي مقلقاً للعديد من الأطراف، في ظل استمرار إتاحة أدوات جديدة، رغم عدم وضع قوانين رسمية تشرع الضوابط والمحظورات، وتجرم المخالفات.الضابط المتحكم في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الحالية، هو وعي المستخدم وضميره إلى جانب ضوابط المنصات التي توفر الخدمة، وهو حاجز أثبتت التجربة سهولة تخطيه بالاحتيال على نماذج الذكاء عبر التلاعب بالكلمات في كتابة الأوامر.وكما أصبح من السهل إعادة الأموات ودمجهم في صور حديثة، يصعب تمييز تزييفها، بات من الممكن استخدام أصواتهم لكي يتحدثوا إلى الآخرين، وهي أمور ظاهرها عاطفي، لكن تحمل خلفها العديد من المخاوف والاستخدام غير الأخلاقي المحتمل لتزييف الحاضر والماضي. الروبوتات الحزينة.. بين العلاج النفسي وتهديد الخصوصية حذر مركز هاستينجز لأخلاقيات علم الأحياء، وهو معهد أبحاث مستقل في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، من روبوتات الذكاء الاصطناعي التي تحاكي الأموات، أو ما يُعرف بـ«Griefbots».وأوضح المركز في تقرير نُشر عام 2024، أن هذه البرامج تعتمد على بيانات الشخص المتوفى من وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل والصور والمذكرات، لتعيد تقديمه في شكل نصوص أو محادثات صوتية أو حتى فيديو شبيه بمكالمات «زووم».وأشار إلى وجود شركات في الصين تقدم الخدمة بمئات الدولارات، بينما تصل الكلفة في الولايات المتحدة إلى 15 ألف دولار لإنشاء الروبوت، مع رسوم تصل إلى 10 دولارات لكل جلسة، حيث يمكن لأي شخص تجهيز نسخة رقمية منه قبل الوفاة، مع القدرة على استبعاد أسرار أو تعديل الشكل والصوت. الاستخدام الآمن.. هدف يصعب الوصول إليه أجمع الباحثون أن ما يقلقهم حول التقنيات، تطور الشخصيات الراحلة ليصبح لها تفاعل مع الأحداث الحالية، وعدم انتهاء حياتها بالوفاة.وطالبوا بوضع ضوابط تجعل الاستخدام محدود الإمكانية للتواصل مع الأموات، مع منح ورثتهم السيطرة على معلوماتهم وبياناتهم ومدى إمكانية إلغاء الحسابات. أسئلة أخلاقية وقانونية حول وضع الروبوتات القانوني طرح مركز هاستينجز عدة مخاوف حول استخدام تلك الروبوتات من الجانبين الأخلاقي والقانوني، متسائلاً:هل يمكن اعتبارها كائنات رقمية لها حقوق؟ وهل حذفها يعد موتاً رقمياً ثانياً؟ ومن يملك بيانات الروبوت إذا تم إنشاؤه من مصادر عامة؟ لأن الشركات قد تعتبره ملكاً لها وتؤجره للأقارب بدل أن يكون ملكاً للأسرة والورثة الشرعيين.كما أبدى المركز تخوفاً من أن البيانات التي تتم مشاركتها مع الروبوتات قد تُستخدم لاحقاً في التسويق أو بيعها لشركات إعلانات، وقد يزداد الأمور سوءاً ويتحول «الجد الرقمي» إلى بائع يروج لمنتجات غذائية لأحفاده. التقنية سلاح ذو حدين كشف تقرير مركز هاستينجز لأخلاقيات علم الأحياء، أن استخدام الروبوتات قد يساعد البعض على التخفيف من الحزن، لكن الدراسات تحذر من خطر الإدمان عليها وبقاء الأشخاص في دائرة الحزن فترة طويلة، ما يعرقل التعافي العاطفي.وشدد المركز على أن الأطفال هم الأكثر عرضة للارتباك، إذ قد يعتقدون أن الموت غير نهائي إذا تمكنوا من رؤية والديهم الراحلين رقمياً.واقترح الخبراء وضع ضوابط واضحة من بينها: قصر استخدام الروبوتات على البالغين، الحصول على موافقة مسبقة من أصحاب البيانات قبل الوفاة، وضع قواعد لآلية إيقاف الروبوتات دون الإضرار النفسي بالمستخدمين.