بالتزامن مع اليوم العالمي للسياحة، نظمت مكتبة محمد بن راشد، جلسة حوارية بعنوان «دبي.. رحلة في ملامح السياحة والتحول الثقافي». الجلسة أدارها الخبير والمستشار في الإرشاد السياحي سلطان الكراني، بمشاركة نخبة من المختصين والمهتمين بالشأنين السياحي والثقافي. وركزت الجلسة على استعراض الدور المحوري للسياحة في رسم ملامح دبي الحديثة، وكيف أسهمت في إبراز الإمارة جسراً عالماً يربط بين الثقافات ويحتفي بالتنوع. وتناول النقاش تأثير الحراك السياحي في المجتمع المحلي من حيث أنماط الحياة اليومية، والكيفية التي انعكس بها على الهوية الوطنية والاجتماعية للسكان، وأثر الفعاليات والمهرجانات في تعزيز الصورة الثقافية لدبي وترسيخ مكانتها وجهة رئيسية على خريطة السياحة العالمية. وتطرقت الجلسة أيضاً إلى الدور الحيوي للمرشد السياحي باعتباره سفيراً للهوية الوطنية أمام الزوار؛ إذ لا يقتصر عمله على تعريف السائح بالمعالم والوجهات؛ بل يمتد إلى سرد القصص التاريخية والثقافية وتعزيز صورة الإمارات بلداً مضيافاً. وأوضح الكراني، أن مهنة الإرشاد السياحي تتطلب شغفاً بالمعرفة، وإجادة للغات، وفهماً عميقاً للتاريخ المحلي، إلى جانب الحصول على التراخيص الرسمية من الجهات المختصة. وأكد أن المرشد يمثل همزة وصل بين الزائر والمكان، ويترك انطباعاً دائماً يعكس قيم المجتمع. وأشار الكراني إلى أهمية التوازن بين الحفاظ على الموروث الثقافي والهوية الإماراتية من جهة، والانفتاح على التجارب العالمية من جهة أخرى، مؤكداً أن نجاح دبي في هذا المجال جاء نتيجة لرؤية استراتيجية متكاملة تستشرف المستقبل وتضع السياحة في صلب التنمية المستدامة. وسلطت الجلسة الضوء على مساهمة المجتمع المحلي في دعم القطاع السياحي عبر قصص وتجارب إنسانية واقعية، وأثر ذلك في تشكيل وعي الأجيال المقبلة وتعزيز انتمائها الثقافي. واختتمت الفعالية بتأكيد أن السياحة في دبي لم تعد مجرد صناعة اقتصادية؛ بل رافداً حضارياً وثقافياً يعكس هوية المدينة ويعزز حضورها على الساحة الدولية.