إعداد: مصطفى الزعبي كشفت دراسة طويلة الأمد أجراها باحثون في جامعة ولاية أيوا الأمريكية، أن استخدام المخلفات الزراعية وروث الماشية لإنتاج الغاز الطبيعي المتجدد عبر «الهضم اللاهوائي» يمكن أن يُحسن صحة التربة ويزيد من دخل المزارعين، إلى جانب جعل الزراعة أكثر استدامة. واعتمدت الدراسة على 12 عاماً من البيانات جُمعت من مزرعة تجارية في جنوب شرق ولاية أيوا، حيث استُبدلت الأسمدة النيتروجينية الصناعية بمخلفات ناتجة عن الهضم اللاهوائي «أو الهضم من دون أكسجين وهو عملية تحلل حيوي بطريقة طبيعية للمواد العضوية في غياب الأكسجين». ووجد الباحثون أن التربة في هذه الحقول اكتسبت نحو 714 رطلاً من الكربون العضوي لكل فدان سنوياً. وقال البروفيسور فرناندو ميجيز، المشارك في إعداد الدراسة: «إن هذه النتائج تثبت أن استخدام المخلفات العضوية كسماد يمكن أن ينجح على نطاق تجاري، وليس فقط في تجارب صغيرة». وأظهرت الدراسة أن الزيادة في الكربون العضوي بلغت 47% في الحقول الأفقر كربونياً، و9% في الحقول ذات المحتوى الأعلى، مما يعد مؤشراً قوياً على تحسن خصوبة التربة وإنتاجيتها. وأشار الباحثون إلى أن هذا الأسلوب يُعد أداة فعالة لاستعادة الكربون العضوي الذي تفقده التربة بفعل الزراعة التقليدية، كما يمكن أن يمنح المزارعين عوائد مالية إضافية. ومع ذلك، حذرت الدراسة من تراكم الفوسفور الناتج عن استخدام المخلفات العضوية، مشيرة إلى ضرورة تطوير تقنيات لترشيحه وإعادة استخدامه في تطبيقات زراعية أخرى.