شهدت السواحل الشرقية للولايات المتحدة، وخصوصاً في فلوريدا، مؤخراً ظاهرة غريبة ومقلقة، وهي العثور على دلافين عالقة على الشواطئ، مصابة بسلوكيات غير طبيعية، وكأنها تائهة ولا تعرف طريق العودة إلى المياه.
وأرجعت دراسة حديثة من معهد هبس-سي وورلد الأمريكي، المتخصص في الأبحاث البحرية، السبب في ذلك إلى ما يشبه مرض ألزهايمر البحري، وهو ناتج عن تعرض هذه الكائنات لسموم بيئية متراكمة في السلسلة الغذائية، بحسب موقع Newsweek.
الدلافين المفقودة: سلوك غريب يشبه الخرف البشري
أشار الباحثون إلى أن بعض الدلافين، مثل بعض البشر المصابين بالخرف، قد تضيع وتنجرف بعيداً عن مواطنها الطبيعية.
ففي دراسة شملت 20 دولفيناً من نوع «بوتلنوز العادي» تم العثور عليها في مستنقعات Indian River Lagoon، لاحظ العلماء علامات واضحة على اضطراب الإدراك وفقدان الاتجاهات، ما جعلها عرضة للانجراف نحو الشواطئ.
ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على أن الخرف ليس ظاهرة حصرية في البشر، وأن تأثير البيئة والسموم يمكن أن يمتد إلى الحيوانات البحرية العليا.
السموم البكتيرية: القاتل الصامت للمحيطات
أحد العوامل الرئيسية وراء هذا الخرف البحري هو التعرض المزمن للسموم الناتجة عن البكتيريا الزرقاء (Cyanobacteria)، التي تنتشر في المياه العذبة والمصبات البحرية ومناطق المد والجزر.
ويرتبط التعرض لهذه السموم بالتأثير على الخلايا العصبية للدلافين مسببة أعراض الخرف وألزهايمر.
وتتراكم هذه السموم في السلسلة الغذائية البحرية، وتصل إلى الأنواع المفترسة العليا مثل الدلافين وأسماك القرش، ما يزيد من شدتها وتأثيرها.
وصفة كارثية: تأثير التلوث وتغير المناخ
بحسب الدراسة، تزداد مخاطر هذه السموم بسبب:
تغير المناخ: ارتفاع درجات الحرارة يزيد من مدة ازدهار البكتيريا الزرقاء في البحيرات والمصبات.
تلوث المياه بالمغذيات: الصرف الزراعي ومياه الصرف الصحي تغذي البكتيريا الزرقاء، ما يؤدي إلى تفشٍّ واسع للسموم.
الإدارة البيئية غير المثالية: مثل إطلاق مياه محملة بالبكتيريا، ما يزيد من خطر السموم ليس فقط على الدلافين، بل على البشر أيضاً.
البشر في خطر أيضاً: عندما يقترب السم من الشاطئ
هذه السموم ليست مشكلة بحرية فقط، لأن مع تراكمها في الأسماك والمحار الذي يتحول لغذاء للإنسان، يمكن أن تصل إليه، وتسبب الآتي:
تأثيرات عصبية محتملة مشابهة لألزهايمر على المدى الطويل.
اضطرابات الجهاز العصبي لدى من يتعرضون للمياه الملوثة بشكل مباشر.
تهديد للصحة العامة في المناطق الساحلية التي تعتمد على الصيد كمصدر رئيسي للغذاء.
وحذر الباحثون من استمرار التلوث وتغير المناخ، الأمر الذي يجعل الاستراتيجية الوقائية أمراً حيوياً للحفاظ على صحة الإنسان والحياة البحرية على حد سواء.
كما أوضحوا أن الخطر البيئي أصبح يشمل أدمغة الكائنات البحرية، وأن ما نشاهده من دلافين ضائعة على الشواطئ ليس مجرد حادثة فردية، بل مؤشر على اضطراب شامل في النظم البيئية البحرية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.