لقي المتسلق الأمريكي الشاب بالين ميلر (23 عاماً) حتفه بعد سقوطه من جدار إل كابيتان الشهير في منتزه يوسيميتي الوطني، في حادث مأساوي قيل إنه بُث مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقع الحادث يوم الأربعاء بينما كان ميلر يحاول استرجاع حقيبة معدات علقت أثناء صعوده، وفق ما أوضح المصور المعروف توم إيفانز الذي شهد الواقعة ونشر تفاصيلها على فيسبوك. خطأ قاتل أثناء محاولة الإنقاذ أوضح إيفانز أن ميلر كان قد أنهى بالفعل صعود الجدار العملاق البالغ ارتفاعه نحو 3 آلاف قدم، لكنه قرر النزول قليلاً لمعالجة مشكلة الحقيبة العالقة. وأضاف: «الحبل لم يكن يصل إلى موقع الحقيبة بفارق عدة أقدام، لكنه لم يدرك ذلك.. وأثناء النزول انزلق خارج طرف الحبل». يُعد السقوط من نهاية الحبل خطأ شائعاً وخطِراً بين المتسلقين، يمكن تفاديه بربط عقدة أمان في الطرف، غير أن البعض يتجنب ذلك خوفاً من تعثر الحبل أو بطء الحركة. مأساة داخل «بحر الأحلام» كان ميلر يوم الحادث يحاول صعود مسار Sea of Dreams (بحر الأحلام) في إل كابيتان وهو مسار صعب لكنه كان ضمن مستوى خبرته، خاصة في ظروف الطقس الجيدة. لكن المأساة حوّلت الحلم إلى فاجعة تابعها آلاف عبر تيك توك، إذ أكد بعض مستخدمي ريديت أنهم شاهدوا لحظة السقوط مباشرة. رسالة مفجعة من الأم أكدت والدة ميلر، جينين جيرارد-مورمان، الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكتبت: «بقلب مثقل بالحزن أبلغكم أن ابني المذهل توفي اليوم في حادث تسلق.. لقد تحطم قلبي إلى مليون قطعة». وفي تدوينة عبر موقع VIRR، متجر معدات التخييم والرحلات، كتبت الأم: «هذا أمر لا يمكن تصوره.. لا نعرف بعد جميع التفاصيل، لكن ما نعرفه هو أن العالم فقد روحاً استثنائية». كما شبّهت ابنها بروح الممثل روبن ويليامز قائلة: «كان يحمل طاقة جامحة، استراتيجي وفضولي ومرح بلا حدود، ينشر النور أينما حل». غياب رسمي بسبب الإغلاق الحكومي لم تصدر السلطات في منتزه يوسيميتي أي تعليق رسمي، إذ أن العديد من الموظفين في إجازة إجبارية نتيجة الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية. لكن شهود عيان أكدوا أن حراس المنتزه وصلوا بسرعة إلى موقع الحادث، نظراً لأن بعضهم معفيون من قرار الإجازة، بحسب FoxNews. موهبة صاعدة وإنجازات لافتة رغم أنه لم يكن اسماً شهيراً مثل المتسلق أليكس هونولد، بطل الفيلم الوثائقي الحائز على الأوسكار Free Solo، إلا أن إنجازات ميلر لفتت أنظار مجتمع التسلق. فقد صعد مسارات بارزة في باتاغونيا وسييرا نيفادا، لكن ذروته جاءت في يونيو الماضي حين نجح منفرداً في تسلق الوجه الجنوبي لجبل دينالي، أعلى قمة في أمريكا الشمالية، عبر مسار «Slovak Direct» الذي يعد من أصعب الطرق في نصف الكرة الغربي. ويتطلب هذا المسار أكثر من 9 آلاف قدم من التسلق الجليدي التقني وسط ظروف جوية قاسية ولم ينجح في اجتيازه سوى نحو 20 متسلقها قبل ميلر. شغف بالحياة رغم المخاطر كتب أحد أصدقائه على ريديت: «ناقشنا أكثر من مرة مخاطر ما يقوم به، وإمكانية أن تنتهي مسيرته بشكل مأساوي.. لكننا كنا نفهم أن ما منح حياته معنى، كان التسلق». وجاءت وفاته في اليوم الأول من الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية الأمريكية، حيث قلصت العديد من المتنزهات الوطنية خدماتها المقدمة للزوار.