القاهرة: «الخليج»تحفل سلوكيات النشء والمراهقين، وخاصة في التجمعات المدرسية، بالعديد من سلوكيات التنمر، كجزء من إثبات الذات، ولفت الأنظار، أو محاولة فرض السيطرة، دون اكتراث بمضار ومخاطر هذه السلوكيات على الآخرين، الذين يعيشون الشعور بالمرارة وأحياناً الانكسار؛ بل وربما تحطيم الذات.وتعد المدارس من أكثر الأماكن التي تشهد سلوكيات متعددة من التنمر، حيث تغلب أجواء التنافس والشللية بين المراهقين، حيث تكشف إحصاءات منظمة «اليونيسكو» أن حوالي ثلث المراهقين على مستوى العالم يتعرضون للتنمر بشكل أو بآخر، بمعدل طالب من كل ثلاثة طلاب.وفي هذا السياق، حذرت وزارة الأوقاف المصرية من مخاطر التنمر، مؤكدة أنه سلوك عدواني محرم شرعاً، لما فيه من إيذاء للنفس، وإهانة للكرامة.وأشارت إلى أن التنمر ليس مجرد سلوك فردي؛ بل هو انعكاس لاختلالات تربوية واجتماعية وثقافية، مؤكدة أن مواجهة التنمر تتطلب تكاتفاً من جميع فئات المجتمع، بدءاً من الأسرة، والمدرسة، وانتهاء بالمؤسسات الدينية والإعلامية.وأضافت أن الشريعة الإسلامية تحرم التنمر في كل صوره، بما في ذلك الإيذاء اللفظي والجسدي والمعنوي.وشددت الوزارة على أن التنمر فسوق وظلم يوجب العقوبة في الدنيا والآخرة، فالنص القرآني، يحرم إيذاء الآخرين، ولو بكلمة أو نظرة، مؤكدة أن التنمر إحدى صور هذا الإيذاء.وأشارت وزارة الأوقاف إلى أن ظاهرة التنمر تنتشر في عدة بيئات، أبرزها: الأسرة، والمدارس، وأماكن العمل، والفضاء الإلكتروني.وحذرت الوزارة من انتشار التنمر داخل الأسرة، ويتجلى ذلك في تسلط أحد أفراد الأسرة على الآخرين.ولفتت إلى أن البيئة التعليمية، وتحديداً المدارس التي تعد من أكثر أشكال العنف، فطلاب المدارس يمارسون التنمر فيما بينهم، من دون إدراك حقيقي بمخاطر ذلك.وأضافت أن التنمر يظهر كذلك في أماكن العمل في صورة تحقير أو تهميش من قبل الزملاء أو الرؤساء.وقالت وزارة الأوقاف إن الفضاء الإلكتروني، حافل بالتنمر عبر الإنترنت، محذرة من أن هذا الفضاء صار من أكثر أشكال التنمر انتشاراً، ويشمل التشهير، والرسائل المسيئة، والتهديد.وأوضحت أن التنمر يترك تأثيرات سلبية جسمانية ونفسية في الضحايا، ومن ذلك حدوث تغيرات في نمط النوم، مثل الأرق والاضطرابات، وفقدان الشهية، وعدم التغذية السليمة والصحية، ونقصان أو زيادة الوزن في بعض الأحيان بسبب الاستجابة للضغط النفسي، ومن ثم تدهور الصحة العامة، حيث يعاني ضحية التنمر الصداع المستمر، والإرهاق، وآلام العضلات، وتراجع المناعة.أما الآثار النفسية الناتجة عن ظاهرة التنمر، فتتنوع ما بين: الاكتئاب، والقلق، والتفكير السلبي، وتغيرات المزاج، وحدوث الغضب المتكرر.