في خطوة طبية وُصفت بـ«الاختراق التاريخي»، أعلن فريق من العلماء البريطانيين تطوير أول اختبار دم في العالم قادر على تشخيص متلازمة التعب المزمن (ME/CFS) بدقة عالية، وهو ما يمنح الملايين حول العالم أملاً جديداً بعد سنوات من المعاناة وسوء التشخيص.
لم يكن هناك اختبار طبي مؤكد للكشف عن هذا المرض، إذ كان الأطباء يعتمدون على الأعراض السريرية فقط، وهو ما أدى إلى إغفال آلاف الحالات أو تشخيصها على نحو خاطئ باعتبارها اضطرابات نفسية أو إجهاداً مؤقتاً.
دقة تتجاوز 90%..ونمط فريد في الحمض النووي
أظهرت النتائج التي قادها دميتري بشيزيتسكي من كلية الطب في جامعة إيست أنجليا (University of East Anglia) إمكانية تحديد نمط في الحمض النووي (DNA) يميز المصابين بمتلازمة التعب المزمن عن غيرهم من الأصحاء.
وأكدت الدراسة التي نُشرت في مجلة Journal of Translational Medicine، أن الاختبار حقق نسبة حساسية بلغت 92% ونسبة دقة وصلت إلى 98%، وهي نتائج وُصفت بأنها «غير مسبوقة» في مجال تشخيص هذا المرض الغامض.
وقال بشيزيتسكي في تصريحات صحفية:
«متلازمة التعب المزمن ليست مجرد إرهاق عابر، بل مرض خطر يسبب إنهاكاً شديداً لا يزول بالراحة».
وتابع: «لسنوات طويلة، واجه المرضى تجاهلاً طبياً واتهامات بأنها حالة نفسية..أما اليوم، فقد أصبح لدينا اختبار بسيط وموثوق يمكنه تأكيد التشخيص بدقة غير مسبوقة».
وقد تعاون العلماء في جامعة إيست أنجليا مع شركة Oxford Biodynamics على تحليل عينات دم مأخوذة من 47 مريضاً يعانون الإرهاق المزمن بدرجات حادة، إلى جانب 61 شخصاً سليماً.
اكتشف الباحثون نمطاً ثابتاً في طريقة ظهور الحمض النووي لدى المصابين، وهو ما شكّل الأساس لتطوير اختبار الدم.
تحذيرات من المبالغة: نتائج واعدة لكن تحتاج إلى إثبات
رغم الحماس الكبير الذي أثارته الدراسة، دعا عدد من الخبراء إلى توخي الحذر وعدم القفز إلى النتائج النهائية قبل إجراء دراسات إضافية أوسع نطاقاً.
قال تشارلز شيبرد، المستشار الطبي لجمعية ME البريطانية: «النتائج مثيرة للإعجاب وتشكل خطوة واعدة نحو إيجاد اختبار تشخيصي موثوق، لكننا بحاجة لمعرفة إذا كانت هذه العلامات تظهر في المراحل المبكرة من المرض، أو في الحالات المزمنة فقط، كما يجب التأكد من غيابها في أمراض مناعية أخرى مشابهة».
وفي السياق ذاته، وصف كريس بونتينغ من جامعة إدنبرة بعض الادعاءات بأنها متسرعة، مضيفاً: «الاختبار بحاجة إلى دراسات مستقلة وأكثر صرامة قبل أن يصبح جزءاً من الممارسة الطبية اليومية..وحتى إذا ثبتت فعاليته، فقد يكون مكلفاً نسبياً».
خطوة أولى نحو الاعتراف والشفاء
على الرغم من التحفظات، يرى كثير من العلماء أن هذا الاختبار يمثل نقطة تحول تاريخية في فهم وتشخيص متلازمة التعب المزمن، التي طالما أُسيء فهمها وتم إهمال مرضاها.
ويأمل الباحثون أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تبني اختبار موثوق، لتسريع التشخيص، وتحسين إدارة المرض، وربما تمهيد الطريق لعلاجات أكثر فعالية في المستقبل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.