بيروت: هناء توبي ريان ناصر كاتبة ومخرجة مسرحية لبنانية تخصصت في الفنون وتتابع الدراسات العليا في الإخراج المسرحي وأيضاً تدرس حقوق الإنسان في الجامعة اليسوعية، بالإضافة إلى أنها باشرت مشوارها الفني من خلال مسرحيات «كأنك لم تكن» و«هاملت» و«المهاجران» التي انتهت منها مؤخراً وهي تبصر النور اليوم أمام جمهور كبير في مسرح المدينة بمناسبة انطلاق مهرجان «مشكال ملتقى الشباب»، التقيناها وعبرت عن سعادتها بأن تكون مسرحيتها في افتتاح مهرجان «مشكال» وعلى خشبة «مسرح المدينة» العريق. * ماذا يعني لك أن تكون مسرحيتك في «مشكال» وعلى «مسرح المدينة» بالعاصمة بيروت؟ - لا شك أن اجتماع هذه الفرص معاً يغنيني كثيراً في بداية مشواري وتعزيز علاقتي مع الجمهور، إنها فرصة تعارف ولقاء وهي شهادة تقدير أفتخر بها وأعتز بأن يكون عملي حاضراً في باكورة موسم 2025 من المهرجان السنوي الذي ينتظره كل عشاق المسرح والذي يعتبر واحداً من أهم المهرجانات التي تفتح آفاقاً واسعة للمسرحيين من الجيل الجديد، كما كان حلماً خاصاً بي وقد تحقق، فأنا منذ العام 2018 وقبل أن أباشر دراسة المسرح في الجامعة كنت شغوفة بالمسرح وكنت من زوار مسرح المدينة الدائمين ومن العاملين به ضمن أنشطته في دائرة المرحبين بزواره، كنت أعتلي خشبته أرحِّب بالجمهور وأحلم أن أقف يوماً ما للترحيب بالناس ضمن عرض خاص بي على هذا المسرح العريق وقد تحقق حلمي اليوم. * هل تفكرين في التمثيل؟ - أنا أحب التمثيل وقد درست وتخرجت من معهد التمثيل وأحب أن أختبر هذه التجربة قريباً، ولديَّ تصوّر أنني سأمثّل أولاً مسرحية من كتابتي لأن خياراتي هي النص الذي يلامسني ويحفزني لإظهار قدراتي، في داخلي ممثلة ستظهر في عمل قريب.. * ماذا تقولين عن تجربة الكتابة منذ بداية مشوارك الفني؟ - بدأت الكتابة منذ كنت في الجامعة وأول مشاريعي كان مسرحية «كأنك لم تكن» المستوحاة من قصيدة للشاعر محمود درويش بعنوان «تنسى كأنك لم تكن» وتابعت وصولاً إلى مسرحية «المهاجران» التي استوحيتها من نص للكاتب البولندي سلافومير مورجيك. * وماذا تحكي مسرحية «المهاجران»؟ - تحكي الهجرة ضمن التجربة الإنسانية المعاصرة، الحوار فيها متماسك وغني ويتضمن تساؤلات حول هشاشة الإنسان المعاصر. * وهل الهدف من العمل هو حث الناس على عدم الهجرة؟ - الهدف الأساسي الحديث عن الهجرة القاسية والحث على طرح التساؤلات حول إمكانية إيجاد أرضية للانتماء.. في الغالب يتم تصوير الهجرة على أنها بحث عن الأفضل لكن ضمن عبثية النص تتكشف لنا الحقائق أكثر. موضوع إنساني * هل هناك فرصة للسفر بهذه المسرحية؟ - بالتأكيد وأتمنى أن نسافر بها، خاصة وأن موضوعها إنساني شامل والديكور الخاص بها يمكن توفيره بسهولة ولأنها تعتمد على حركة الممثل داخل المكان ولعبة الظل والنور والحوار وصحيح أن النص بولوني ومن تجربة شخصية اختبرها الكاتب الذي هاجر من بولندا إلى فرنسا ثم إلى عدة بلدان وحكى فيها عن تجربته كمثقف خارج وطنه، لكن موضوعها يلامس الشرق أوسطيين أينما كانوا. * كيف تنظرين إلى الحركة المسرحية اليوم في بيروت؟ - حركة المسرح اللبناني اليوم جيدة وواعدة رغم كل الظروف، المسرحيات التي تبصر النور في بيروت تؤكد أنه يوجد شريحة كبيرة من الناس تجتهد في المسرح وهناك أفكار متنوعة وتوجهات كثيرة والجميل في المسرح اليوم أنه متشعب وعميق وغير تجاري بل ملتزم بقضايا مهمة جداً لتعزيز الدور الثقافي في البلد والدور الريادي للمسرح. * وهل ينجح المسرح الملتزم في تغيير مزاج الناس؟ - تغيير مزاج الناس لا يعتمد على الضحك كما يعتقد البعض بل يعتمد على الدسامة، نحن نحتاج أن نشعر بالعمق ولديّ إيمان كبير وعميق بقدرة المسرح على ملامسة مشاعر الناس، حتى إن هناك جزءاً كبيراً من المسرحيات «لايت» ولكنها تحمل قضية وتحقق هدفاً في تسليط الضوء على قضايا عامة وحكايات فردية تؤثر فينا وهذا ما أحبه وأعتبره جزءاً من أحلامي وأهدافي في المسرح، حيث إن تقديم حكايات الناس أمر في غاية الأهمية بالنسبة لي. مسرحيات تقودها نساء * كامرأة مؤلفة ومخرجة كيف ترين الحركة النسوية المسرحية؟ - لدينا اليوم مسرحيات كثيرة تقودها نساء وقد أصبحت المرأة تمتلك صوتاً مؤثراً في المسرح وأنا ضمن التجربة النسوية المعاصرة أتحفز لاكتشاف قضايا النساء والحديث عن كل ما يمس المرأة وآمل أن أكون صوتاً إضافياً لتمكين المرأة في مختلف المجالات بعيداً عن الصورة النمطية التي تقيّدها.