أطلقت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي أول منتدى من نوعه للتراث الرقمي، وذلك في المجمّع الثقافي، سعياً إلى بحث دور التكنولوجيا في إعادة تشكيل المشهد الخاص بحماية وصون وتوثيق التراث الثقافي الوطني.
تجمع فعاليات المنتدى 250 مشاركاً، من بينهم 132 متحدثاً دولياً و128 ممثلاً عن مؤسسات رائدة عالمياً، إلى جانب نخبة من القادة والمبتكرين والمؤثرين العالميين المتخصصين في التوثيق الرقمي للتراث، وتقنيات صون الثقافة، والابتكار. ويشكل المنتدى منصة فريدة للخبراء من مختلف تخصصات التوثيق الرقمي، والعلوم الإنسانية الرقمية، والتراث الثقافي والتكنولوجيا، للتواصل والتعاون وتوسيع آفاق معارفهم بما يتجاوز مجالاتهم الفردية، بما يعزز دور أبوظبي الريادي في هذا المجال ويعكس مكانتها كعاصمة ثقافية توازن بين حماية التراث والابتكار.
ويُسلّط المنتدى الضوء على التزام أبوظبي الراسخ بتعزيز الحوار بين قطاعي التراث والتكنولوجيا، بهدف سد الفجوات الحالية، وفتح نقاشات محورية، وبناء شراكات وأدوات ومقاربات جديدة بأساليب مبتكرة من شأنها حماية التراث الثقافي في العصر الرقمي على الصعيد العالمي.
وقال سعود عبدالعزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «يمثل إطلاق منتدى التراث الرقمي خطوة مهمة في مسيرتنا المتواصلة لصون وتعزيز التراث الثقافي. وتقف أبوظبي عند مفترق طرق فريد، حيث يلتقي التراث الثقافي الأصيل مع إمكانيات الابتكار الرقمي الحديثة، وسنواصل التزامنا الراسخ بالحفاظ على إرثنا الثقافي، مع تبنّي الأدوات التي تُسهم في صونه لضمان استدامته لأجيال المستقبل. ومن خلال هذا المنتدى، نسعى إلى تعزيز الحوار العالمي، وتشجيع التعاون، وتزويد الأجيال القادمة بالمعرفة والمهارات اللازمة والوسائل الكفيلة بحماية تراثهم. وبذلك نضمن أن تظل هويتنا الثقافية نابضة بالحياة باعتبارها ركيزة أساسية للتنمية المستدامة».
وعلى مدار 3 أيام، يشهد المنتدى إلقاء مجموعة من الكلمات الرئيسية الثرية، وانعقاد سلسلة من الجلسات الحوارية، والعروض التقنية المبتكرة. حيث يشمل برنامج المنتدى خمس محاضرات رئيسية يقدمها نخبة من الرواد والشخصيات البارزة من بينهم؛ البروفيسور سيمون سي من شركة إنفيديا، والدكتورة نجوى الأعرج من معهد الابتكار التكنولوجي، والبروفيسور دوغلاس بريتشارد من جامعة روبرت غوردون، والبروفيسور جون آدامز من جامعة ساوثهامبتون، والبروفيسور ماوريتسيو فورت من جامعة ديوك من وزارة الخارجية الأمريكية، حيث سيشاركون خبراتهم القيّمة ويستعرضون أبرز الاتجاهات الحديثة في مجال رقمنة التراث الثقافي. وإلى جانب حلقات النقاش والمحاضرات الموجزة وتسليط الضوء على دراسات الحالة والعروض الحيّة، ستتناول الجلسات خمسة محاور رئيسية، توفر للمشاركين فرصاً عملية متنوعة للتعلم والتبادل المعرفي.
وتستضيف الجلسة الختامية نخبة من أبرز الخبراء منهم؛ محمد الجنيبي من ألعاب ريد ديونز، مستشار، مؤسسة الإمارات، وتشاو تايانا ماينا من التراث الرقمي الإفريقي، ود. ديفيد ميتشل مدير الأصول الثقافية، هيئة البيئة التاريخية بأسكتلندا، إضافة إلى تاكاشي كودو وساكوراكو ناكا من تيم لاب فينومينا أبوظبي.
وإلى جانب برنامجه الرئيسي، يقدم المنتدى سلسلة من الفعاليات الخاصة التي تجسد كيف يمكن للتكنولوجيا أن تعيد تشكيل طرق التفاعل مع الثقافة. ومن بين هذه الفعاليات «تجربة الواقع الافتراضي» «Gaudi, The Atelier of the Divine» من إنتاج جيودون إكسبيرينسز (Geodon Experiences)، والتي تنقل الجمهور عبر رحلة افتراضية إلى داخل العالم الإبداعي للمعماري أنطوني غاودي. كما سيحظى الزوار بفرصة خوض تجربة «أصوات الحرية»، وهو معرض تفاعلي مصحوب ببودكاست يستكشف التراث الثقافي من خلال الصوت والسرد القصصي. ويختتم المنتدى بعرض «أغامي» من ميزوفورتي، وهو عرض موسيقي مؤثر يعد بترك انطباع وأثر عميق لا يُنسى لدى الحضور.