اختتمت مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين فعاليات موسم الآداب والفنون في نسخته الثانية، بعد أيام حافلة بالإبداع والخيال، شهدت حضوراً واسعاً من الجمهور ومحبي الثقافة والفن، الذين توافدوا إلى الجادة ومكتبة خورفكان والعديد من الفضاءات في إمارة الشارقة، للاحتفاء بنتاج طاقات وإبداعات منتسبي مؤسسات «ربع قرن» من مختلف الفئات العمرية.جاء الموسم ضمن جهود المؤسسة الرامية إلى توفير منصات ملهمة ومساحات تفاعلية تحتفي بمواهب الأطفال والنشء، وتتيح لهم التعبير عن شغفهم في مجالات الأدب والفن والموسيقى والمسرح والفنون التشكيلية والسينمائية، في إطار رؤيتها الاستراتيجية الهادفة لتكون شريكاً مجتمعياً في بناء وتمكين أجيال واعية ومؤثرة.وشهدت فعاليات الآداب واللغات عروضاً أدبية ومسرحية مميزة قدّمها منتسبو مؤسسات ربع قرن، تنوعت بين قراءات شعرية ومشاركات في تحدي الأمثال الشعبية، إلى جانب عروض مسرحية إبداعية مثل «أحب وطني»، «شمسة والسوشي»، «البيت الإماراتي»، «عالم الخيال»، «تكشيرة»، «الفتاة والفراشات»، «فائق الجمال»، و«الفراشة الساحرة»، والتي لاقت إعجاب الحضور لما حملته من رسائل إنسانية وإبداع في الأداء.كما حظي الزوار بتجارب تفاعلية مميزة في أركان الموسم، مثل ركن الحكواتي الذي قدّم جلسات قصصية تنمّي مهارة السرد بأسلوب مشوّق، وركن جولة في كتاب الذي أتاح للجمهور تصفح كتب مختارة ومشاركة آرائهم حولها في لقاءات مصوّرة، بجانب منصة قارئ القرن التي قدّمت تجربة رقمية مبتكرة لتحفيز عادة القراءة وتوثيق إنجازات القراء، بينما استقطب مشروع «قصة في زجاجة» اهتماماً واسعاً بفكرته التي تمزج بين الأدب والتقنية، حيث استمع الزوار إلى القصص بأصوات مؤلفيها من الناشئة عبر رموز الاستجابة السريعة.وفي جانب الفنون التشكيلية، استضاف الموسم المعرض الفني «عوالم الفنون: بين الحرفة والخيال» الذي قدّم ثلاث رؤى رئيسية: من الخام إلى الخيال، الذاكرة والهوية، وعوالم تتخطى الواقع، مجسداً حواراً فنياً بين الأجيال ومعبّراً عن تلاقي التراث بالتكنولوجيا. كما ضم المعرض أعمالاً رقمية من برنامجي «عدسة العالم الموازي» و«خيال الذكاء الاصطناعي»، حيث حوّل المشاركون القصص إلى لوحات وأغلفة كتب رقمية تنبض بالإبداع.وتألق منتسبو مركز ربع قرن للموسيقى بعروض موسيقية من خلال تقديم مقطوعات عربية وعالمية بأداء احترافي، فيما أبدع منتسبو مركز ربع قرن للمسرح وفنون العرض في تقديم لوحات تمثيلية مسرحية جسّدت طاقاتهم وقدرتهم على التعبير الفني، مؤكدين مكانة المسرح كفضاء للتجربة والإبداع الجماعي.وبهذا الزخم الثقافي والإبداعي، يختتم موسم ربع قرن للآداب والفنون فعالياته وهو يرسّخ مكانته كمنصة تجمع الفن بالأدب، والخيال بالواقع، ويسهم في صقل مهارات الأطفال والنشء وتنمية قدراتهم الإبداعية، انسجاماً مع رؤية الشارقة في بناء الإنسان وتمكين الأجيال المقبلة من التعبير عن هويته الوطنية بأساليب عصرية مبتكرة.