هنا السويدي: تجسد رؤية الشارقة في الانفتاح على العالم
---------------------------------

تواصل «سفاري الشارقة»، التابعة لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، والأكبر من نوعها في العالم خارج إفريقيا، ترسيخ موقعها بصفتها مركزاً دولياً رائداً في مجال الحفاظ على التنوع الحيوي الإفريقي، من خلال مشاركتها في 4 مشاريع استراتيجية تشمل، مشروع حماية وحيد القرن الأبيض الجنوبي في كينيا، والمشاركة في المؤتمر الدولي لمديري الأفيال في كاليفورنيا، والشراكة مع منظمة الحفاظ على التنوع الحيوي في مدغشقر (BCM)، إلى جانب دعم مشروع «أبو قرن الأرض الجنوبي – مابولا» في جنوب إفريقيا، وهي مبادرات أسهمت في حماية الأنواع المهددة بالانقراض وتعزيز استدامة النظم البيئية الحيوية في مختلف مناطق القارة.

وأكدت هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، أن هذه المبادرات تمثل ترجمة مباشرة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جعل من البيئة رسالة إنسانية عالمية، ومن حماية التنوع الحيوي محوراً أساسياً في مسيرة التنمية المستدامة التي تنتهجها الإمارة.

وقالت: «تجسد هذه المشاريع البيئية الدولية رؤية الشارقة في الانفتاح على العالم من خلال العمل البيئي الملتزم والمستدام، فهي لا تقتصر على حماية الكائنات المهددة بالانقراض؛ بل تسعى إلى إحياء النظم البيئية، وتمكين المجتمعات المحلية، وتعزيز التعاون العلمي بين المؤسسات المعنية بالحفاظ على الطبيعة على المستوى العالمي. إن الشارقة تؤمن بأن حماية البيئة لا تعرف حدوداً، وأن مسؤوليتنا تجاه كوكب الأرض تتطلب العمل المشترك والانفتاح على التجارب والخبرات الدولية».

وأضافت: «مساهمة سفاري الشارقة في مشاريع حماية الأنواع الإفريقية، من وحيد القرن إلى الأفيال والطيور والغابات، تمثل امتداداً لنهج حضاري تتبناه الإمارة في التعامل مع الطبيعة بوصفها جزءاً من الهوية الإنسانية والثقافية للإمارات. نحرص على أن تكون هذه الجهود نموذجاً يحتذى في المنطقة، يجمع بين العلم، والتطبيق الميداني، بما يعزز مكانة الشارقة كمنارة عالمية في مجال الاستدامة البيئية والوعي البيولوجي».

نقل وحيد القرن

في واحدة من أبرز مبادرات الحفظ الدولية، شاركت سفاري الشارقة في مشروع عالمي لنقل عدد من وحيد القرن الأبيض الجنوبي إلى محمية لويسابا في كينيا، ضمن خطة دولية للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض وتعزيز التنوع الوراثي في بيئاتها الطبيعية. وتواجد اثنان من موظفي سفاري الشارقة، د. جين بود، وألبيرتو، رئيس قسم البيطرة، مشرف منطقة وحيد القرن في سفاري الشارقة، في كينيا لدعم فرق العمل الميدانية والمشاركة في عملية النقل الناجحة لعشرة حيوانات من وحيد القرن الأبيض الجنوبي، حيث تم توفير جميع متطلبات الرعاية والجاهزية البيئية بما يضمن سلامتها واستقرارها في بيئتها الجديدة في خطوة تؤكد التزام الشارقة بالعمل الميداني المباشر ضمن مشاريع الحماية الدولية. وأكدت التقارير أن جميع الحيوانات التي وصلت إلى محمية لويسابا في حالة آمنة ومستقرة، تحت إشراف فريق متخصص من الأطباء البيطريين والخبراء لضمان سلامتها الكاملة، حيث بدأت بالفعل في استكشاف بيئتها الجديدة والتأقلم مع محيطها الطبيعي.

وواصلت سفاري الشارقة تعزيز حضورها العلمي على الساحة الدولية من خلال مشاركتها في المؤتمر السنوي السادس والأربعين لجمعية مديري الأفيال (EMA) في مدينة فريسنو بولاية كاليفورنيا، وقدمت عرضاً علمياً متميزاً بعنوان «من الرمال إلى العمالقة: تربية الأفيال في الصحراء»، تناول تجربة الشارقة الرائدة في إعادة تأهيل ورعاية الأفيال ضمن بيئة صحراوية فريدة. وقد حازت المشاركة جائزة المركز الأول لأفضل عرض تقديمي لعام 2025، في إنجاز يعكس المستوى العلمي والعملي الذي وصلت إليه الكوادر العاملة في سفاري الشارقة، ويكرّس مكانة الإمارة بصفتها مركز خبرة إقليمياً في برامج رعاية الكائنات الضخمة وإدارة الحياة البرية.

اتفاقية تعاون

في إطار توجهها نحو تعزيز التعاون الدولي في مجال الحفاظ على النظم البيئية الحساسة، وقّعت سفاري الشارقة اتفاقية تعاون مع منظمة الحفاظ على التنوع الحيوي في مدغشقر (BCM)، تُعنى بحماية الغابات المحلية في مدغشقر وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة. وتهدف المبادرة إلى صون موائل الأنواع المتوطنة، وتعزيز سبل العيش المستدامة للمجتمعات المحلية، من خلال مشاريع تنموية بيئية في منطقة بيفانجانا. وتُمثّل هذه الشراكة نموذجاً عملياً لتوسيع أثر الشارقة البيئي عالمياً، من خلال دعم مبادرات حماية الغابات والتوازن البيئي في القارة الإفريقية.

وفي جنوب إفريقيا، تدعم سفاري الشارقة مشروع «أبو قرن الأرض الجنوبي – مابولا» المعني بحماية طيور أبو قرن الأرض الجنوبي المهددة بالانقراض والمصنفة ضمن الفئة «المعرّضة للخطر» على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة. وتضم سفاري الشارقة أربعة طيور من هذا النوع ضمن بيئة مهيأة تحاكي موائلها الطبيعية، ما يعزز فرص التكاثر ودراسة السلوك الحيوي لها. وتمثّل هذه الخطوة امتداداً لجهود الشارقة في دعم برامج حماية الطيور المهددة، ونشر الوعي بأهمية التنوع البيولوجي كجزء من المنظومة البيئية المتكاملة.