كشفت تقارير فرنسية عن خلل صادم في منظومة الأمن الإلكتروني بمتحف اللوفر في باريس، بعد عملية السرقة التي هزّت العالم الشهر الماضي، عندما استولى لصوص على جواهر التاج الفرنسي المقدّرة قيمتها بنحو 80 مليون جنيه إسترليني خلال دقائق معدودة.

كلمة مرور بدائية تفتح أنظمة المراقبة

بحسب وثائق سرّية اطّلعت عليها صحيفة Libération الفرنسية، فإن كلمة المرور «Louvre» كانت كافية للوصول إلى خوادم المراقبة بالفيديو داخل المتحف، ما مكّن أي متسلل من التحكم بالكاميرات أو تعطيلها.

كما تبيّن أن برنامج الأمن السيبراني المزوّد من شركة Thales كان محمياً بكلمة مرور لا تقل سذاجة، وهي اسم الشركة نفسها.

تقرير رسمي يحذّر من اختراق يسهل السرقة

أظهر تدقيق أمني أجراه المركز الوطني للأمن السيبراني الفرنسي (ANSSI) أن أكثر تجهيزات الحماية والمراقبة داخل المتحف كانت عرضة للاختراق، بما في ذلك أنظمة الدخول والإنذار والمراقبة بالفيديو.

وحذّر التقرير من أن أي مهاجم ينجح في السيطرة على النظام يمكنه تسهيل أعمال تخريب أو سرقة للقطع الفنية.

سرقة القرن: لصوص بسترات فسفورية

اقتحم أربعة لصوص في 19 أكتوبر الماضي، يرتدون سترات فسفورية النوافذ الجانبية للمتحف باستخدام رافعة شوكية (cherry picker)، واستطاعوا سرقة الجواهر في غضون دقائق دون إطلاق إنذار واحد.

وتم لاحقاً اعتقال أربعة مشتبه فيهم، بينهم ثلاثة يُعتقد أنهم ضمن الفريق المنفذ، فيما لا تزال المجوهرات المسروقة مفقودة حتى الآن.

كاميرات محدودة.. ومشروع تأمين لن يكتمل قبل 2032

أكَّد تقرير جديد لديوان المحاسبة الفرنسي، أن 39% فقط من قاعات المتحف كانت مزودة بكاميرات مراقبة حتى عام 2024.

ورغم بدء خطة تحديث أمنية عام 2015، فإن تنفيذها تأخر مراراً، ولن يُستكمل قبل عام 2032، وفقاً للتقديرات الحالية.

وزير الثقافة: ثغرات أمنية واضحة

أقرت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي بوجود ثغرات أمنية خطِرة، داعية إلى إجراءات تصحيحية عاجلة.

أما مدير المتحف لورانس دي كار فأكد أن خطة التحول الطويلة المدى ضرورية لمعالجة التحديات الهيكلية العميقة التي يواجهها اللوفر.

جرس إنذار يصمّ الآذان

من جانبه وصف رئيس ديوان المحاسبة بيير موسكوفيتشي عملية السرقة بأنها جرس إنذار يصمّ الآذان، مضيفاً أن الحادث يكشف بوضوح حجم الإهمال الأمني والتقني الذي تراكم عبر السنوات، في مؤسسة تعدّ من أكثر المتاحف زيارة وشهرة في العالم.