القاهرة: «الخليج»يكتشف بعض الآباء أن طفلهم يعاني خجلاً شديداً، يحجبه عن ممارسة حياته مع أقرانه بشكل طبيعي، ما يؤثر في نموه النفسي بشكل صحيح، وفي قدرته على التعامل مع المحيطين به، وهو ما يستلزم تدخل الأبوين، وخاصة الأم، لتعليم الطفل كيفية تجاوز «عتبة الخجل».وتقدم د. إيمان جابر، مدير إدارة الطب النفسي والمراهقين بالأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، بوزارة الصحة والسكان المصرية، مجموعة من النصائح للتعامل مع مشكلة خجل الأطفال. وتبدأ بتشخيص المشكلة، موضحة أنه يمكن ملاحظتها مع وصول الطفل إلى عمر 4 سنوات، وخاصة عندما يبدأ في الذهاب إلى الحضانة.وتقول إن كثيراً من الأطفال يعانون مشكلة الخجل، وأحياناً يكون الطفل خجولاً لدرجة أنه غير قادر على اللعب مع أقرانه، فيذهب إلى موقع الألعاب في الحضانة، لكنّ خجله يمنعه من الإقدام على اللعب، على الرغم انه يتمنى ذلك في قرارة نفسه.وتشير إلى أن هناك نوعاً آخر من الخجل عند بعض الأطفال، وهو الخجل المؤقت، موضحة أن هذا الخجل يزول سريعاً، باندماج الطفل مع أقرانه، وهذه لا تعد مشكلة، لأنها مؤقتة وبسيطة، ولكن إذا كان الخجل جزءاً من سلوك الطفل، فهذا أمر يستلزم تدخل الأبوين.وتقول د. إيمان جابر، إن أفضل طريقة لتعليم وتدريب الطفل على تخطي مشكلة الخجل، هو أن نعلّمه كيف يحسن التصرف عندما يواجه حالة الخجل، وذلك من خلال إقدام الكبار على التصرف مع الآخرين أمامه، بما يشجع الطفل على تخطي عتبة الخجل، بمتابعته كيفية التصرف، كما يفعل الأبوان.وتؤكد أن هذا دور مهم للأم بشكل خاص، عليها أن تؤديه أمام الطفل، فمثلاً يمكن للأم أن تظهر له كيف تتحدث هي مع الأخريات دون خجل، وتشجع الطفل على تقليد ما تفعله.ويمكن أن تقوم الأم بتشجيع طفلها عندما يتكلم ويتجاوز حالة الخجل من الآخرين، فمثلاً توجهه بأن يصافح شخصية من الأقارب أو المعارف في حضورها، وعندما يفعل ذلك، تصفق له هي والموجودون تشجيعاً له.وتضيف أنه يمكن تشجيع الطفل بأنه لو تكلم في موقف ما، فسوف يحصل على هدية، وإذا فعل ذلك تتم مكافأته بتقديم هدية محببة له، وبالتالي يدرك الطفل أن ما يفعله أمر جيد ومحبب ومشجع.