أعلنت شركة XCath، المتخصّصة في تطوير الأجهزة الطبية والروبوتات الجراحية العصبية الوعائية المتقدّمة، بالشراكة مع «الهلال للمشاريع»، المؤسِّس والمساهم الأكبر في الشركة، نجاحها في إجراء أول استخدام بشري لنظام الروبوت الجراحي EVR لعلاج ثلاثة مرضى يعانون تمدّدات وعائية دماغية معقّدة. أُجريت هذه العمليات الرائدة في عيادة بنما بمدينة بنما، بقيادة د.فيتور مينديز بيريرا، وبمشاركة الباحث الرئيسي المحلي د.أناستاسيو أمييخيراس سيباوستي. ويُمثّل هذا الإنجاز المرة الثانية فقط في التاريخ التي يُستخدم فيها روبوت جراحي لإجراء تدخّلٍ عصبي وعائي داخل الجمجمة. ومع نجاح هذه العمليات، أصبح EVR التابع لشركة XCath النظامَ الروبوتي الوعائي الوحيد قيد التطوير عالمياً الذي نجح في توجيه الأدوات داخل الجمجمة وتنفيذ علاجٍ تدخّلي عصبي، كما يُعدّ أول روبوتٍ عصبي وعائي ثلاثي المحاور في العالم يُنفّذ علاجاً فعلياً على المرضى. ويمتد هذا الإنجاز ليُجسّد الزخم الذي تقوده الإمارات في تطوير حلول مبتكرة ضمن قطاع التكنولوجيا الطبية، ففي مايو/أيار 2024، وخلال أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية، نجح فريق XCath في تنفيذ أول عرض عام في العالم لمحاكاة عملية استئصال خثرة ميكانيكية عن بُعد. وأجرى د.فيتور مينديز بيريرا العملية من أبوظبي على مريضٍ افتراضي في كوريا الجنوبية، وتمكّن خلال دقائق معدودة من إزالة جلطة دموية من الدماغ. وقال نيراج أغراوال، عضو مجلس إدارة XCath والمدير التنفيذي في شركة «الهلال للمشاريع»:«يُبرز هذا التقدّم اللافت من شركة XCath ريادة المنطقة في قطاع الرعاية الصحية العالمي، ويؤكد التزام «الهلال للمشاريع» بمواصلة دفع عجلة الابتكار في هذا القطاع الحيوي. كما يُبيّن هذا الإنجاز كيف يمكن لاستراتيجيتنا الاستثمارية القائمة على خلق القيمة أن تُسهم في تحقيق أثرٍ حقيقي يُنقذ الأرواح». ويكتسب هذا الإنجاز أهميته الخاصة في ضوء الحاجة الملحّة لتقنيات قادرة على تقليص زمن الاستجابة في الحالات الطارئة، فكل دقيقة تُعدّ ذات أهمية قصوى في الحالات المرضية مثل السكتة الدماغية، التي تُعدّ من أبرز أسباب الوفاة والإعاقة على مستوى العالم. ويفقد المريض نحو مليوني خلية دماغية في كل دقيقة تمرّ دون علاج، لذلك فإن القدرة على إيصال الطبيب المختص إلى المريض عبر تقنيات الجراحة الروبوتية عن بُعد، يمكن أن تُوفّر وقتاً ثميناً وتنقذ الأرواح. وفي الوقت الراهن، لا تتجاوز نسبة المرضى المصابين بالسكتة الدماغية حول العالم الذين تتاح لهم فرصة الخضوع لعملية استئصال الخثرة الميكانيكية (إزالة الجلطات) 2 إلى 3 بالمئة فقط عند حاجتهم إلى هذا النوع من التدخّل العلاجي الحاسم. وفي هذا السياق، قال د.فيتور مينديز بيريرا إن «التدخّل العصبي الوعائي لعلاج تمدّد الأوعية الدموية في الدماغ يتطلّب دقةً تشغيلية دون مستوى المليمتر الواحد، ما يستدعي تحكّماً استثنائياً وثباتاً عالياً في الأداء. ومع نجاح هذه العمليات، أثبت نظام شركة XCath قدرته على دعم الأطباء والارتقاء بمستوى الدقة في الإجراءات العصبية الوعائية المعقّدة. ومن خلال توحيد الحركات الدقيقة وتنفيذ القرارات بدقةٍ متناهية، يمكن للمساعدة الروبوتية أن تمكّن الأطباء الجدد أو الأقل خبرة من أداء التدخّلات العلاجية بثباتٍ أكبر وبمستوى منخفض من المخاطر، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين النتائج وتقليل المضاعفات». وتأتي هذه التطوّرات في ظلّ تزايد الوعي العالمي بخطورة تمدّدات الأوعية الدموية في الدماغ، إذ تُعدّ من أبرز المشكلات الصحية الحرجة والشائعة التي تتطلّب تطوراً تقنياً مستمراً لتحسين النتائج العلاجية. وتشير التقديرات إلى أنّ واحداً من بين كل خمسين شخصاً يعاني تمدّداً وعائياً دماغياً غير متمزّق، وغالباً لا تظهر أي أعراض حتى وقوع التمزّق. وعلى مستوى العالم، تتسبّب تمدّدات الأوعية الدموية المتمزّقة في نحو 500 ألف حالة وفاة سنوياً، ويُشكّل من هم دون سن الخمسين نصف هذه الحالات تقريباً، فيما يُعاني نحو 66% من الناجين من أضرار عصبية دائمة. ومن جانبه، قال د.فريد مول، رئيس مجلس إدارة XCath: «كان من الملهم أن أشهد هذا الحدث التاريخي البارز. النجاح في إتمام هذه العمليات يُمثّل إنجازاً نوعياً في مجال الروبوتات الوعائية الداخلية، في الوقت الذي نواصل فيه العمل على تطوير حلول تسهم في تحسين النتائج العلاجية للمرضى المصابين بتمدّدات الأوعية الدموية والسكتات الدماغية. تؤثّر هذه الحالات في شريحة واسعة من المرضى، والقدرة على إجراء تدخّلات روبوتية دقيقة تمتلك إمكانات هائلة لإحداث نقلة نوعية في أساليب العلاج المتقدمة لهؤلاء المرضى الأكثر عرضة للمخاطر». واختتم إدواردو فونسيكا، الرئيس التنفيذي لشركة XCath، قائلاً:«تحقيق القيمة السريرية والتجارية في مجال التدخّلات العصبية يبدأ بجعل الرعاية الدماغية المنقذة للحياة أكثر قابلية للتكرار، وأكثر دقّة، وأسهل في الوصول إليها، ولا سيّما عندما تكون كل دقيقة ذات أهمية قصوى. ويُجسّد هذا الإنجاز ثمرة الشغف والتفاني الذي يتحلّى به فريقنا في مجالات الروبوتات والبحوث السريرية والاستثمار. ومع تطلّعنا إلى المستقبل، يُشكّل نجاح تجربةٍ سريرية بهذا المستوى من التعقيد أساساً متيناً لتطوير تدخّلاتٍ عصبية محلية وعن بُعد، قائمة على الروبوتات وقابلة للتطبيق التجاري، تُسهم في تحسين النتائج الصحية للمرضى».