القاهرة:«الخليج»كرّم برنامج «دولة التلاوة»، الذي تبثه عدد من الفضائيات المصرية، بالتنسيق مع وزارة الأوقاف، اسم المقرئ الراحل الشيخ محمود خليل الحصري، صوتاً حفرت تلاواته مكاناً في وجدان الأمتين العربية والإسلامية على مدار عقود.ويعد البرنامج أحد أبرز المشاريع الإعلامية الجديدة لوزارة الأوقاف، ويستهدف اكتشاف المواهب القرآنية ورعايتها، وإبراز أصالة المدرسة المصرية، وتفردها في تلاوة القرآن الكريم والعناية به فهماً وعملاً، إلى جانب بث معاني الجمال والجلال القرآنية، والارتقاء بالذوق العام.وتصدّر اسم المرحوم الشيخ محمود خليل الحصري الحلقة الأولي من البرنامج، الجمعة، عبر تقديم إضاءات حول مسيرته مع القرآن الكريم، بداية من مولده في قرية شبرا النملة التابعة لمحافظة الغربية، وحفظه القرآن الكريم كُلَّه، وهو في سن العاشرة. بدأ الشيخ الحصري مسيرته القرآنية في مسجد أحمد البدوي بطنطا، قبل أن يلتحق بالإذاعة المصرية عام 1944، ويكرس حياته لخدمة القرآن بالتلاوة والمراجعة والتصحيح، ويتوج مشواره في 18 سبتمبر عام 1961، بتسجيل المصحف المرتل لأول مرة في الإذاعة المصرية بصوته، وهو التسجيل الذي وُزّعت نُسَخ منه على العديد من عواصم العالم الإسلامي، إلى جانب نسختين إحداهما في منظمة «اليونسكو»، والثانية في الكونجرس الأمريكي.ويعد الشيخ الحصري أولَ قارئ يرتل المصحف بطريقة المصحف المفسر، حيث يتميز بأدائه الذي يقترب إلى حد كبير من تفسير كل آيه يتلوها، وهو ما جمع في تلاواته بين جمال التلاوة والتعليم.كان الشيخ الحصري أول من قرأ القرآن الكريم في الأمم المتحدة، وقدم تلاوته في قاعة الملوك بلندن عام 1978، ولا يزال صوته حياً في قلوب العديد من الأجيال، رغم رحيله في 24 نوفمبر عام 1980.