انتشرت مؤخراً على منصة (تيك توك) مقاطع فيديو تحمل فكرة «قلب الكاميرا»، بشكل أثار جدلاً واسعاً بين المراهقين وخبراء التنمر الرقمي على حد سواء، بسبب الطريقة التي يحول فيها الفيديو الشخص الذي يلتقطه إلى محور السخرية المفاجئة. اعتمدت فكرة الترند على إعطاء مجموعة من الأطفال أو المراهقين الهاتف لشخص آخر لتصويرهم أثناء أداء رقصة، ثم في نهاية الفيديو يقلبون الكاميرا فجأة ليظهر المصور نفسه في وضع غير متوقع. وجعل هذا التحوّل البسيط الشخص الذي وافق على التصوير مادة للسخرية، وهو ما يراه خبراء التنمر الرقمي شكلاً جديداً من الإهانة الاجتماعية. المصور هو الضحية قالت جانيت جريما، الرئيس التنفيذي لمنظمة Bully Zero في أستراليا: «الشخص الذي يتم تصويره غالباً ويكون الأكثر هدوءاً أو المنبوذ، أو الذي لا يشارك في الرقصة مع المجموعة الرئيسية، وتعتمد الفكاهة على ظهوره بمظهر محرج أو متفاجئ، وهنا يتحول الأمر من مزاح إلى قسوة، إنه في الأساس إذلال اجتماعي مغطى في قالب محتوى». وأكدت في تصريحات لشبكة «الأخبار الأسترالية» أن التنمر على الإنترنت تطور إلى حد أصبح فيه المحتوى المؤذي يُغلف في صورة تحديات أو ترندات، موضحة: «لقد لاحظنا أن السلوك على الإنترنت تغير تدريجياً على مر السنوات، ما كان يُعرف بوضوح كتنمر أصبح غالباً يُوصف الآن بـ(ترند) أو (تحدي)». تحذيرات للأهل بسبب تيك توك.. الموافقة مهمة حثت جانيت جريما الآباء على توعية أبنائهم حول مخاطر تصوير الآخرين دون علمهم وأهمية الموافقة الرقمية، التي تراها مهمة كما هي في الحياة الواقعية، وقالت: «يحتاج الأطفال لفهم أن تصوير شخص، خصوصاً إذا لم يكن يعلم أنه سيظهر في تيك توك، يمكن أن يسبّب له أذىً حقيقياً، إذا حاول أحدهم إعطاءهم الهاتف أو سحبهم إلى الفيديو، يمكنهم رفض المشاركة». كيفية الحد من انتشار المقاطع المؤذية أشارت جانيت جريما إلى أن التفاعل مع الفيديوهات المؤذية يُعطيها زخماً لدى خوارزميات تيك توك، لذلك فإن أفضل وسيلة لمكافحة الترند هي الامتناع عن الإعجاب أو التعليق أو المشاركة، مع ضرورة الإبلاغ عن أي محتوى ينتهك قواعد المنصة. وتابعت: «أقوى شيء يمكن أن يفعله المستخدم هو عدم التفاعل مع الفيديو، لا تضغط إعجاب، لا تعلق، لا تشارك، ومن المهم أيضاً الإبلاغ عن الفيديو». خلفية ترند قلب الكاميرا قبل انتشاره ظهر الترند لأول مرة في أواخر أكتوبر 2025، وفقاً لموقع Know Your Meme، مع فيديو من منشئ المحتوى @jaycrudddy الذي حقق 1.3 مليون مشاهدة. ومنذ ذلك الحين، انتشرت المقاطع في ممرات المدارس وصالات الألعاب الرياضية، ما فتح النقاش ليشمل أثر التنمر الرقمي وضرورة التوعية بالحدود الأخلاقية على منصات التواصل الاجتماعي. وطرح هذا الترند أسئلة جدية حول الفروق بين المرح والإهانة على الإنترنت، ليعيد إلى الواجهة النقاش حول كيفية حماية المراهقين من التنمر الرقمي المتخفي في شكل تحديات شائعة.