..
يستخدمون خوارزميات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإنتاج دعاية ضخمة مصممة بسرعةأحدثت ثورة الذكاء الاصطناعي تحولًا جذريًّا في مجال الأنشطة المتطرفة، إيذانًا بميلاد فرص جديدة وتحديات ملحَّة. هذا النموذج من التحول التكنولوجي مكَّن المتطرفين من العمل بكفاءة وفعالية غير مسبوقة، وسلط تقرير لدار الإفتاء حول "التطرف في العصر الرقمى" الضوء على هذا الأمر كالآتى:
انتشار الدعاية:أصبحت قدرات إنشاء المحتوى التي يوفرها الذكاء الاصطناعي سلاحًا قويًّا في ترسانة المتطرفين. يستخدم هؤلاء خوارزميات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإنتاج دعاية ضخمة مصممة بسرعة. وذلك العمل يشمل النصوص والصور والفيديوهات التي يمكن استخدامها في التطرف وتجنيد الأفراد.
على سبيل المثال، في أعقاب جائحة فيروس كورنا (كوفيد-19)، استغلت الجماعات الإرهابية هذه الأزمة لترويج آرائها المتطرفة على مستوى العالم، من خلال منصات عديدة على الإنترنت. وخلال سعيهم لتعزيز نفوذهم، وتجنيد أعضاء جدد، وتوسيع رقعتهم، وإعادة بناء شبكاتهم السيبرانية والأرضية، تكيف المتطرفون مع ذلك الظرف الطارئ مستفيدين من التأثير الاجتماعي والسياسي العالمي للوباء.
ووفقًا لدراسة أجرتها دار الإفتاء المصرية بعنوان "المتطرفون يستغلون فيروس كورونا"، سلط الخطاب الإرهابي الضوء على هذه المحنة بوصفها وسيلة لفرض عقائدهم المتطرفة على نطاق عالمي. وفي افتتاحية مجلة النبأ عدد 226، تلك المجلة التابعة لتنظيم داعش والصادرة في 19 مارس 2020، زعم التنظيم أن الجائحة لن تمس المؤمنين بسوء، وأنها عقاب من الله للكافرين حصريًّا؛ نكالًا من الله لكفرهم. وقد توعدوا الصليبيين بأن ذلك الوباء سيكون أسوأ كابوس يعيشونه.
ومن ثم حثُّوا العوامَ على الانضمام إليهم والانخراط في صفوف الدولة الإسلامية لينجيهم الله من عقابه. وهكذا، وَفقًا لتصور داعش، فإن مَن يعصي الله ولا يشارك معهم بالجهاد في سبيله، هم وحدهم المعرضون للإصابة بالوباء.
الأتمتة والنشر:ساعدت الأتمتة، التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، في نشر المحتوى المتطرف بيسر. ذلك أن الروبوتات والخوارزميات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تعمل على أتمتة نشر الدعاية عبر منصات الإنترنت المختلفة، بما يضمن وجودًا مستمرًّا ومتوائمًا عبر الإنترنت.
على سبيل المثال، وَفقًا لجريدة وول ستريت جورنال، اتخذ TikTok إجراءً في أكتوبر 2019 بتحديد وإزالة عشرات الحسابات المجهولة المؤيدة لتنظيم داعش، بعد أن قامت بتحميل مقاطع فيديو تحوي أناشيد التنظيم باللغة العربية، إلى جانب بيانات يتعهَّدون فيها بالولاء "حتى الموت" للتنظيم. كذلك أزال TikTok العديد من مقاطع الفيديو الدعائية القصيرة التي شارك داعش من خلالها محتوًى متطرفًا عنيفًا، والتي تعتمد بشكل كبير على الخطاب العدائي.
التشخيص والإقناع:تُسخَّر قدرات الذكاء الاصطناعي في إضفاء الطابع الشخصي لجعل المحتوى المتطرف يبدو أكثر إقناعًا. فمن خلال مواءمة الرسائل بما يتناسب مع المعتقدات والمصالح ونقاط الضعف للأفراد، تستغلُّ جماعات التطرف هذا الطابع الشخصي للغاية في إثارة المحفزات العاطفية والتحيزات المعرفية لدى الأفراد المحتمل تجنيدهم.
و يعدُّ الذكاء الاصطناعي سلاحًا ذا حدين؛ فبينما يتيح تقديم فوائد جمَّة للمستفيدين، يتطلب الأمر أيضًا مراقبة دقيقة وتقييمًا لتأثيراته السلبية المحتملة على المجتمع.
على سبيل المثال: إذا اكتشف الذكاء الاصطناعي أن أحد المستخدمين قد انخرط في مناقشات عبر الإنترنت حول الظلم الاجتماعي، فقد يصوغ رسالة مخصصة تسلِّط الضوء على آراء الجماعة المتطرفة بشأن الإصلاح الاجتماعي والحاجة إلى اتخاذ إجراءات جذرية. لقد صمِّمت هذه الرسالة لتتواءم تمامًا مع اهتمامات المستخدم وقناعاته الحالية؛ مما يجعلها تبدو أكثر إقناعًا.
من الضروري أن يعمل صانعو القرار والمجتمعات على وضع إطار تنظيمي يضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسئولة وآمنة. يجب أن يتحقق التوازن بين تحقيق الفوائد التي يوفرها الذكاء الاصطناعي وحماية الأمان والخصوصية للأشخاص. ومن خلال التعاون المشترك والحوار المفتوح، يمكن للمجتمع الدولي التقدم نحو مستقبل أفضل، حيث يتم استخدام التكنولوجيا بحذر، مع مراعاة الجوانب الإنسانية والأخلاقية.
التلاعب بواسطة الـ"ديب فاك":يستخدم المتطرفون تقنية "ديب فاك" لإنشاء مقاطع فيديو أو تسجيلات صوتية مقنعة تظهر فيها شخصيات نافذة وكأنها تؤيد أيديولوجياتهم. هذه التقنيات تقوِّض الثقة وتعرقل الجهود المبذولة في مراقبة المحتوى والتحقق من الحقائق؛ مما يطمس الحدود بين الواقع والخيال.
تهديدات الأمان السيبراني المعززة:استفادت الجماعات المتطرفة من قوة الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدراتها الأمنية بشكل كبير. فمن خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي، يمكن لهذه الجماعات تحديد الثغرات في الأنظمة والشبكات الإلكترونية بسرعة ودقة، مما يتيح لهم وضع استراتيجيات هجوم سيبراني متطورة. وهذا يعني أن بمقدرتهم تحديد الضعف في دفاعات الأمان السيبراني؛ مما يسهِّل عليهم اختراق الأنظمة المستهدفة، أو الوصول إلى البيانات الحساسة، أو شن هجمات سيبرانية أشد يصعب مواجهتها.
كما يشير ذلك إلى أن المتطرفين يمكنهم استخدام خوارزميات التعلُّم الآلي لمواءمة أساليب الهجمات السيبرانية وتطويرها استنادًا إلى الاستجابات التي يواجهونها.
بالإضافة إلى استغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض هجومية، استخدمت الجماعات المتطرفة أيضًا الأدوات والتقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لحماية شبكاتها الرقْمية. فبإمكان هذه التقنيات أن تساعد المتطرفين في تشفير رسائلهم وتأمينها؛ مما يجعل من الصعب للغاية على السلطات اعتراض أو فك تشفير اتصالاتهم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.