فى إطار تنفيذ توجيهات الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمي، بتفعيل مشاركة المعاهد العليا التابعة للوزارة فى تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمي، والسياسة الوطنية للابتكار المستدام، ومبادرة "تحالف وتنمية"، باعتبارها جزءًا فاعلًا ضمن منظومة التعليم العالي، نظَّم قطاع التعليم الورشة الثانية لعرض السياسة الوطنية للابتكار المستدام والمبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" لمنتسبى المعاهد العليا (المستوى ب)، بحضور الدكتور حسام عثمان نائب الوزير لشئون الابتكار والبحث العلمي، والدكتور جودة غانم القائم بأعمال رئيس قطاع التعليم وأمين المجلس الأعلى لشؤون المعاهد، والدكتور سامى ضيف رئيس الإدارة المركزية للتعليم الخاص، وعدد من عمداء وممثلى المعاهد العليا من مختلف المحافظات، وذلك بمجمع التعليم الخاص بالقاهرة الجديدة. وخلال كلمته، أكد الدكتور حسام عثمان، نائب وزير التعليم العالى والبحث العلمى لشؤون الابتكار والبحث العلمي، أهمية المعاهد كداعم أساسى داخل منظومة التعليم العالى المصرية، وضرورة إشراكها فى مختلف مشروعات وخطط الوزارة، لا سيما فيما يتعلق بالابتكار والسياسات التنموية. وأشار نائب الوزير إلى أن هذه اللقاءات المتكررة مع ممثلى المعاهد تهدف إلى توضيح إستراتيجية الوزارة وأهدافها، من خلال تنسيق الرؤى وتعزيز الفهم والوعى بسياسات الابتكار الوطنية، مشددًا على أن الهدف الأساسى للورشة هو الوصول لتحديد خطوات تنفيذية ملموسة تساهم فى رفع جودة منظومة التعليم العالى والبحث العلمي، مع طرح آليات محددة لتطبيقها على أرض الواقع. وأكد نائب الوزير أهمية الابتكار فى خدمة تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، واهتمام الدولة بدعم الابتكار، منوهًا إلى تحسن ترتيب مصر فى مؤشر الابتكار العالمي، لافتًا إلى أن هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها إطلاق سياسة متكاملة للابتكار المستدام فى مصر، وأن الورشة تُعد فرصة لتوطين هذا الفكر داخل المعاهد، تماشيًا مع أهداف الدولة للتحول نحو الاقتصاد المعرفي. وركز الدكتور حسام عثمان على أهمية إنشاء "نقاط اتصال" داخل كل معهد، تعمل على نشر ثقافة الابتكار وشرح إستراتيجية الوزارة وأهدافها لبقية فرق العمل داخل المؤسسة التعليمية، ما يسهم فى توحيد الرؤية وتفعيل التعاون الداخلي. ومن جانبه، أكد الدكتور جودة غانم، القائم بأعمال رئيس قطاع التعليم وأمين المجلس الأعلى لشؤون المعاهد، تنفيذ خطة الارتقاء بمنظومة المعاهد العليا التابعة للوزارة، وتعزيز جودة العملية التعليمية بها، مشيرًا إلى إعلان وزارة التعليم العالى والبحث العلمى عن تبنيها لخطة شاملة؛ تهدف إلى تطوير المعاهد العليا القائمة وإنشاء معاهد جديدة فى عدد من المحافظات، وذلك فى إطار سعيها لتحقيق توزيع جغرافى عادل للمؤسسات التعليمية، وتلبية لاحتياجات المناطق التى تعانى من نقص فى الخدمات التعليمية، ضمن رؤية إستراتيجية تستهدف الارتقاء بجودة التعليم الفنى والتكنولوجى وربطه بشكل مباشر بسوق العمل. وثمن الدكتور جودة غانم الشرح الوافى الذى قدمه الدكتور حسام عثمان من خلال هذه الورشة، مشيرًا إلى أن تنظيم مثل هذه الورش يُعد خطوة مهمة فى سبيل رفع الوعى بالسياسات الجديدة وإشراك المعاهد فى صياغة وتنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمي، والسياسة الوطنية للابتكار المستدام، ومبادرة "تحالف وتنمية"، وتنفيذ محاور الابتكار وتعزيز جودة الأداء الأكاديمى والإداري. وأضاف أن الرؤية الوطنية ترتكز على تحويل مصر إلى مجتمع معرفى مبتكر ومستدام، عبر توظيف الابتكار لخلق القيمة وتعزيز الاستدامة فى مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، مما يسهم فى رفع جودة الحياة وتحقيق النمو وتعزيز تنافسية الدولة إقليميًا وعالميًا. وأوضح الدكتور جودة غانم أن هناك خمس سياسات رئيسية لتحقيق هذه الأهداف، تشمل تطوير القدرات الابتكارية لمؤسسات التعليم العالي، وتعزيز الدور التنموى للجامعات والمراكز البحثية، وتنويع مصادر التمويل الموجهة للابتكار، وتحسين بيئة الأعمال، وغرس ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، فضلًا عن حوكمة السياسة الوطنية للابتكار المستدام. وتناولت الورشة شرحًا للسياسة الوطنية للابتكار المستدام، وعوامل التمكين، وتم استعراض البرامج والمبادرات التى ترتكز عليها، وكذلك مناقشة سبل توفير الدعم اللازم للمبتكرين، وإتاحة الفرص للمواهب، وشرح آليات تطبيق السياسة الوطنية للابتكار المستدام وأهدافها، لافتًا إلى أن هذه السياسة تستهدف تحقيق عوائد اقتصادية ملموسة من خلال الابتكار، وعبر زيادة الصادرات، وخفض الواردات، وجذب الاستثمارات، وزيادة حجم الإيرادات، إلى جانب تحسين تقييم الشركات الناشئة، مستعرضًا دور ريادة الأعمال فى دعم الاقتصاد، وأهمية دعم الفكر الريادى من خلال نشر تدريس ريادة الأعمال بشكل عملى متعمق للشباب. وبحثت الورشة ضرورة تفعيل مشاركة المعاهد العليا فى المبادرة الرئاسية، التى أُطلقت بالتزامن مع السياسة الوطنية للابتكار، وتستهدف تحقيق تنمية مستدامة من خلال تعزيز التعاون بين مؤسسات التعليم العالى والبحث العلمي، وضرورة العمل لكى تكون المعاهد جزءًا فاعلًا فى تنفيذها عبر مشروعات تطبيقية، كما تم استعراض خطة مبادرة "تحالف وتنمية"، وحزم عمل التحالفات التى تقوم على تحديد أولويات التنمية، والمجالات التى يحتاجها كل إقليم جغرافى داخل المبادرة. وشهدت الورشة نقاشات للاستفسارات الخاصة بممثلى المعاهد حول تعزيز الدور التنموى للمعاهد والمشاركة الفعالة فى القضايا العامة، والمشاركة القوية بمشروعات مبادرة "تحالف وتنمية"، وتشكيل برامج لتطبيق محاور عمل السياسة الوطنية للابتكار المستدام والعمل لبناء قدرات البحث والتطوير، وسد الفجوة بين البحث والتطوير، وبناء قدرات الابتكار.