كتب محمد الأحمدى - بتول عصامالخميس، 22 مايو 2025 05:41 م استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني فى المقر البابوى بالقاهرة اليوم الخميس، وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى، يرافقه وفد من شباب منحة الزعيم جمال عبد الناصر فى نسختها الخامسة، والتى تضم مشاركين من مختلف دول العالم. رحب قداسة البابا بضيوف مصر، مشيدًا بروح الشباب والتنوع الثقافى الذى يعكسه الوفد، وحرص على تقديم نبذة شاملة عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أعرق كنائس الشرق، التى تأسست على يد القديس مار مرقس فى القرن الأول الميلادى، والتى لا تزال محافظة على رسالتها الروحية والوطنية حتى اليوم، فى ظل قيادة قداسته باعتباره البابا رقم 118 فى تسلسل البطاركة. وتناول قداسته فى كلمته البعد الجغرافى والثقافى لمصر، مشيرًا إلى خصوصية موقعها بين ثلاث قارات، وتاريخها الغنى بسبع حضارات، مؤكدًا أن مصر كانت ولا تزال منبعًا للعلم والدين والتنوع. واستعرض قداسة البابا دور الكنيسة فى حفظ الهوية المصرية، مبينًا أن الكنيسة القبطية ساهمت فى نشر المسيحية بأفريقيا، وأسست أول مدرسة لاهوتية فى الإسكندرية، كما قدمت الرهبنة للعالم من خلال القديس الأنبا أنطونيوس، أول راهب فى التاريخ. وشدد قداسة البابا على أن الكنيسة القبطية ليست فقط مؤسسة روحية، بل أيضًا ركيزة أساسية من ركائز المجتمع المصرى، حيث تقوم بدور وطنى وإنسانى، يخدم الجميع دون تفرقة، وتساهم بفاعلية فى مشاريع التنمية المجتمعية داخل مصر وخارجها، سواء من خلال مدارس أو مستشفيات أو برامج اجتماعية. وفى تفاعله مع الشباب، ركز قداسته على أهمية بناء الإنسان المتكامل من خلال "العقل، والقلب، واليد"، داعيًا الشباب إلى القراءة والسفر والانفتاح على الثقافات لتكوين شخصية متوازنة قادرة على خدمة المجتمع. وأكد قداسة البابا، أن المحبة هى الحاجة الأساسية لكل إنسان، وهى تحصنه من الكراهية والانقسام. وقال: "المحبة لا تسقط أبدًا"، مشددًا على ضرورة الانفتاح على الآخر واحترام التعدد، ومشيدًا بما تقوم به الكنيسة فى تعزيز الحوار والتعاون بين الأديان والثقافات. كما أشار قداسته، إلى التحديات التى تواجه الأجيال الجديدة، وعلى رأسها الإلحاد، والأخلاقيات المنحرفة، والمعلومات المغلوطة على منصات التواصل، مؤكدًا أن التمسك بالقيم الروحية والتعليم السليم هو السبيل لمواجهة تلك التحديات. وفى ختام اللقاء، أعرب الشباب عن امتنانهم لما لمسوه من حكمة ومحبة لدى قداسة البابا، وأشادوا بجهود الكنيسة فى دعم السلام، والحوار، وخدمة المجتمعات داخل مصر وخارجها.