كتبت بتول عصام

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الأول من يونيو من كل عام بعيد دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر، وهو أحد الأعياد السيدية الهامة في التقويم القبطي، التي تُخلد رحلة هروب السيد المسيح والسيدة العذراء مريم ويوسف النجار إلى مصر، هربًا من بطش الملك هيرودس.

يُذكر أن السيد المسيح كان يبلغ من العمر نحو عامين حينما جاءت العائلة المقدسة إلى مصر، حيث استغرقت رحلتهم في البلاد ما يقرب من ثلاثة أعوام ونصف، مروا خلالها بالعديد من الأماكن المقدسة التي أصبحت محطات مباركة يتوافد إليها الزوار حتى اليوم، بدءًا من شمال سيناء إلى قلب القاهرة ومنها إلى صعيد مصر، حتى استقروا مدة في جبل قسقام بأسيوط، حيث يوجد الآن دير السيدة العذراء الشهير بـ"المحرق"، إذ يعد هذا العيد مناسبة روحانية وتاريخية تؤكد على خصوصية مصر كأرض احتضنت السيد المسيح، وتُحييه الكنائس بصلوات خاصة

وتشمل مسار الرحلة مناطق مثل الفرما شرق قناة السويس، ثم الزقازيق، ومسـطرد، وبلبيس، وسمنود، وسخا بكفر الشيخ، ووادي النطرون، والمطرية حيث الشجرة المباركة، ثم إلى فسطاط مصر القديمة، فالمغارة التي تحولت إلى كنيسة أبي سرجة، ومن هناك إلى جبل الطير بالمنيا، ثم الأشمونين، وأخيرًا دير المحرق بأسيوط.