مكة المكرمة - محمود عبد الراضي
الإثنين، 02 يونيو 2025 04:12 م
في لحظة امتزجت فيها المشاعر بالإيمان، والوفاء بالدمع، غادرت بعثة أسر شهداء الشرطة إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج، في لفتة إنسانية تجسّد وفاء الدولة لأبنائها الذين غابوا بأجسادهم، لكنهم ظلوا حاضرِين في كل تفاصيل الوطن، لم تكن مجرد رحلة روحانية، بل كانت رسالة بليغة عنوانها: مصر لا تنسى مَن حمَوها.
على أرض المطار، حيث التوديع له طقوسه الصامتة، كان مساعد وزير الداخلية لقطاع الإعلام والعلاقات في استقبال البعثة، ليودّع قلوبًا تحمل أسماء شهداء سطّروا حكاياتهم في دفتر الوطن بحبر من دم وعزيمة. وزارة الداخلية، كعادتها، لم تكتف بإتمام الإجراءات، بل اختارت فنادق قريبة من الحرم المكي، ليشعر الحجاج بأنهم في ضيافة وطن يعرف جيدًا كيف يُكرِّم مَن أعطوا أغلى ما يملكون.
في المشاعر المقدسة، لم تكن الدعوات خالصة للفرد، بل كانت للوطن أيضًا. "منذ وصولنا وكل شيء ميسّر"، قالتها أرملة الشهيد محمد عبد المنعم بابتسامة امتزجت بالامتنان، بينما أكدت والدة الشهيد محمد عبد العظيم أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يزال يحمل في قلبه أسماء الشهداء، ويخصّ أسرهم برعاية تليق بما قدّموه.
أرملة العميد فتحي سويلم قالت إنها تشعر بصدق الاهتمام، ليس من باب المجاملة، بل من باب العهد، والعهد في مصر لا يُنقَض. أما والدة الشهيد معاون الأمن محمد صلاح، فأشادت بالدعم المستمر، وبالرحلة التي رأت فيها "حجًا إلى الجنة" لأرواح الشهداء قبل أجساد الأحياء. كلمات الشكر امتدت من قلب أم الشهيد محمد عفيفي، لتختصر ببلاغة صامتة ما تعجز الكلمات عن وصفه.
هكذا، تصوغ الدولة قصيدة وفاء، وتردّ التحية لمن حموا الديار. في هذا الحج، لا يرتدي الحجاج فقط ملابس الإحرام، بل يلبسون أيضًا وسام الكرامة، نيابة عن أبطال ارتقوا... وما زال الوطن يقرأ أسماءهم كل صباح.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.