كتب محمد عبد الرازقالأحد، 13 يوليو 2025 01:26 م أكد خالد البلشي نقيب الصحفيين في افتتاح البرنامج التدريبي للصحفيين حول تغطية القضايا الدينية والإفتائية تحت رعاية دار الإفتاء المصرية، إن حرية الإعلام هي إحدى الركائز الأساسية للمجتمع الديمقراطي، ولكنها حرية تتكامل مع المسؤولية. وفي بداية كلمة وجه نقيب الصحفيين الشكر إلي الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية على هذه المبادرة الطموحة، التي تجمع بين المهنية الإعلامية والدقة الشرعية في إطار من التعاون البنّاء والشفافية. وأكد البلشي أن هذا البرنامج ليس مجرد دورة تدريبية عابرة، بل هو خطوة استراتيجية لتعزيز شراكة حقيقية بين الصحافة والإعلام والمؤسسات الدينية، لخدمة المجتمع وصون وعيه من التشويش والانحراف، وبناء جسر بين المعلومة والمصداقية، واحترام التنوع في المجتمع. وأشار نقيب الصحفيين انه في زمن يتسارع فيه تدفق المعلومات وتتنوع مصادرها، يبرز دور الصحفي كحارس للحقيقة، ومدافع عن الحرية بتناول مهني لا ينقل الخبر فحسب، بل يفسره ويضعه في سياقه الصحيح. وهذا يفرض علينا كإعلاميين مسؤولية مضاعفة عند تناول القضايا الدينية، التي تحتاج إلى فهم عميق وحساسية عالية، لأن أي خطأ فيها قد يُنتج تداعيات مجتمعية خطيرة ،لذا فإن هذا البرنامج يمثل فرصة ذهبية كبداية لصياغة فهم مشترك وتدريب جيل من الصحفيين المتخصصين القادرين على: - التمييز بين الفتوى الرسمية والآراء الفردية، وعدم منح المساحة نفسها للرأي الشاذ كما للمنهج الوسطي، دون إغلاق الباب أمام الاجتهاد، فتطور الفقه كمنتج إنساني لا يتطور إلا بالعقل الحر. - نقل المعرفة الدينية بدقة، بعيدًا عن التضخيم غير المنضبط أو التبسيط المُضلِّل. - مواجهة الأفكار المتطرفة عبر خطاب إعلامي متزن، يجمع بين حرية التعبير واتاحة الفرصة للاختلاف والمسؤولية المجتمعية. وأكمل إن حرية الإعلام ودوره التنويري وجهان لعملة واحدة، فلا تعارض بين دور الإعلام في كشف الحقائق ونشر المعرفة، وبين مسؤولياته في حماية المجتمع من التطرف. فحرية الإعلام ستظل محكومة بالضوابط، القانونية ومقترنة بالحكمة والوعي دون اهدار لحق الصحفي في التناول الحر وهو ما تتمسك به نقابة الصحفيين في إطار النصوص الدستورية والمواد القانونية. وهنا يأتي دور هذا البرنامج في توضيح هذه المعادلة الصعبة، والتي يمكن تحقيقها عبر: - الشفافية: بالاعتماد على المصادر الرسمية الموثوقة، مثل دار الإفتاء والأزهر الشريف. - التعاون : بين الصحفيين والعلماء لضمان نقل الرسالة الدينية كما هي، دون تشويه أو تأويل. - الإبداع: في تقديم المضامين الدينية بأساليب جذابة تواكب العصر، دون المساس بقدسيتها. وأكد نقيب الصحفيين أننا أمام تحدٍّ كبير، وهو كيف نكون روّادًا لإعلام يبني ولا يهدم، يُنير العقول ولا يغرقها في الفوضى. وهذا البرنامج - بفضل محاوره الغنية ومشاركة نخبة من العلماء والإعلاميين - سيكون لبنة أساسية للبناء وخطوة على طريق صنع هذا التفاهم. و قال خالد البلشي إن حرية الإعلام هي إحدى الركائز الأساسية للمجتمع الديمقراطي، ولكنها حرية تتكامل مع المسؤولية، فلا تُهدر دور الإعلام في التنوير والنقد البنّاء، ولا تُغلق الباب أمام الاجتهاد والتطوير. بل يجب أن نعمل معًا لضمان إعلام حرّ ومسؤول، يحترم عقول الجمهور ويخدم المصلحة العامة. ووجه نقيب الصحفيين الشكر مرة أخرى لدار الإفتاء على هذه الرؤية الثاقبة، مؤكدا أن نقابة الصحفيين ستظل شريكًا داعمًا لكل خطوة تُعزز المهنية والوطنية في عملنا الإعلامي، داعيا لاستمرار هذا التعاون من خلال نقابة الصحفيين ومركز التدريب بها ودورها كمنصة لنشر الفكر الحر والمستنير.