كتبت بتول عصامالثلاثاء، 15 يوليو 2025 05:44 م تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الإثنين 8 أبيب الموافق 15 يوليو 2025، بتذكار رحيل القديس الأنبا بيشوي، أحد أبرز آباء البرية المصرية، والملقب بـ"حبيب مخلصنا الصالح"، نظرًا لما حظي به من أعمال نسكية عظيمة تركت أثرًا خالدًا في تاريخ الرهبنة القبطية. وُلد الأنبا بيشوي عام 320 ميلاديًا بقرية شنشا بمحافظة المنوفية، وسط أسرة تتكون من ستة أبناء، في سن العشرين، ترهب القديس في برية شيهيت تحت إرشاد القديس الأنبا بموا، وانطلق في حياة نسكية صارمة ميزته عن غيره من الرهبان، حيث كان يربط شعره بسقف المغارة حتى لا ينام أثناء الصلاة، وكان يصوم أسبوعًا بأكمله، ويحفظ أسفار الكتاب المقدس عن ظهر قلب، حتى سفر إرميا حيث كان يُلقب به "بيشوي الإرمي". من أبرز الزيارات التي خلدها التاريخ الكنسي، لقاء القديس الأنبا بيشوي بالقديس أفرام السرياني، حيث تباركا معًا دون الحاجة لمترجم، وترك القديس أفرام عصاه بجوار مغارة القديس، والتي نمت مكانها شجرة مار أفرام، الموجودة حتى اليوم في دير السريان بوادي النطرون. اضطر الأنبا بيشوي لمغادرة برية شيهيت خلال غارات البربر الأولى عام 407م، وانتقل إلى قرية الشيخ عبادة شرق ملوي، حيث عاش مع القديس الأنبا بولا الطموهي حتى نياحته عام 417م، ودُفن بجوار أنصنا. وفي القرن التاسع، وخلال حبرية البابا يوساب الأول البطريرك رقم 52، أُعيد جسد القديس بيشوي إلى ديره العامر ببرية شيهيت، حيث ما زال جسده الطاهر غير فاسد حتى يومنا هذا، شاهدًا حيًا. وتتوافد أعداد كبيرة من المسيحيين كل عام إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون في مثل هذا اليوم لنيل بركته والتشفع به، وسط احتفالات طقسية وروحية مميزة تقيمها الكنيسة تكريمًا لحياة أحد أعظم قديسيها.