كتبت بتول عصامالأربعاء، 30 يوليو 2025 09:00 ص في قلب المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، تقف مكتبة مارمرقس العامة شاهدًا حيًا على إيمان الكنيسة القبطية بأهمية العلم والثقافة. منذ أن افتتحها الراحل البابا شنودة الثالث في 26 يناير 2010، وهي تفتح أبوابها لكل طالب معرفة، باحثًا كان أو طفلًا صغيرًا، باحثًا عن أول طريقه في دروب القراءة. ولم يكن الافتتاح مجرد مناسبة احتفالية، بل لحظة تأسيس لتراث حي؛ إذ أهدى البابا شنودة من مكتبته الخاصة أكثر من 20 دائرة معارف إلى المكتبة، فضلًا عن مكتبته الإسلامية، لتكون نواة لمحتوى فكري متنوع يخدم الباحثين من كل الأطياف. وفي 18 نوفمبر 2014، ومع الذكرى الأولى لتجليس البابا تواضروس الثاني، تطورت المكتبة لتواكب العصر، فتم افتتاح المكتبة الإلكترونية وقسم التعليم الرقمي، تمهيدًا لربطها لاحقًا بمكتبات الأديرة والكنائس والمؤسسات الأكاديمية داخل مصر وخارجها. تضم المكتبة اليوم عشرات الآلاف من المصادر في مجالات متعددة، منها اللاهوت، القبطيات، التاريخ، الهندسة، الأدب، وعلوم النفس والاجتماع، إضافة إلى مكتبة إسلامية ومكتبة متخصصة للأطفال، وأقسام موسوعية ورسائل علمية نادرة. ولأن المعرفة تبدأ منذ الصغر، أُسست مكتبة الطفل بأقسام قراءة داخلية وأنشطة عملية وورش فنية تهدف إلى غرس القيم الجمالية والأخلاقية من خلال التراث القبطي. كما تستضيف المكتبة فعاليات دورية تشمل جلسات مناقشة كتب وورش قراءة وتنمية مهارات، ما يجعلها مساحة حيوية لا تقتصر على المطالعة، بل تمتد لتكون مختبرًا للوعي والتفكير النقدي وتبادل الثقافات. وتفتح مكتبة مارمرقس العامة أبوابها يوميًا من التاسعة صباحًا حتى التاسعة مساءً، كمكتبة للقراءة الداخلية، تستقبل خلالها طلاب الجامعات والكليات الإكليريكية والباحثين من مختلف التخصصات، مؤدية دورها كمركز إشعاع ثقافي وفكري نابض داخل الكنيسة والمجتمع.