كتب ـ كامل كامل

أعرب زاهر الشقنقيري، المتحدث الرسمي باسم حزب الشعب الجمهوري، عن تقدير الحزب الكامل لمضامين البيان الصادر عن اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية المشتركة، والذي جاء ردًا على التصعيد الخطير المتمثل في إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي عزمها فرض السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة.

وأكد أن هذه الخطوة تمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتتنافى مع كل القرارات الأممية التي أكدت على عدم شرعية الاحتلال وضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار الشقنقيرى، خلال تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أن الموقف العربي والإسلامي الموحّد الذي عكسه البيان يُعد رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن الشعوب والحكومات في المنطقة لن تقبل بسياسات فرض الأمر الواقع بالقوة، ولن تسمح بتمرير المخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير أهل غزة تحت أي ظرف.

وشدد على أن التضامن العربي الإسلامي لا يجب أن يتوقف عند حدود البيانات، بل ينبغي أن يتطور إلى تحركات دبلوماسية وسياسية وقانونية مؤثرة في المحافل الدولية، لدفع القوى الكبرى إلى تحمل مسؤولياتها ووقف الدعم غير المشروط الذي تتلقاه إسرائيل رغم انتهاكاتها المستمرة.

وأوضح المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري، أن ما يجري في قطاع غزة منذ أشهر ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل هو جريمة مكتملة الأركان تمارسها سلطات الاحتلال بحق المدنيين، عبر الحصار والتجويع والقصف العشوائي الذي يطال المنازل والمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، في انتهاك فاضح لكل القوانين الإنسانية.

وأضاف أن استمرار هذا الوضع الكارثي يُنذر بتداعيات إنسانية وأمنية بالغة الخطورة على المنطقة بأسرها، وهو ما يحتم على العالم التحرك العاجل لوقف العدوان، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، ورفض أي ترتيبات أو خطط تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم.

كما جدد الشقنقيري التأكيد على دعم حزب الشعب الجمهوري للموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لم تدخر جهدًا في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، ورفض أي محاولات للنيل من وحدة الأراضي الفلسطينية أو المساس بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.

ولفت إلى أن القاهرة كانت وما زالت تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات، والحفاظ على الأمن الإقليمي، فضلًا عن تمسكها الراسخ برفض أن تكون أرض مصر بوابة لأي مخطط يستهدف تهجير الفلسطينيين.

وأكد أن حزب الشعب الجمهوري يرى في البيان العربي الإسلامي الأخير خطوة مهمة يجب البناء عليها عبر تشكيل جبهة ضغط موحدة على المستوى الدولي، تتبنى خطابًا قانونيًا وسياسيًا مؤثرًا، وتنسق مع كل القوى الحرة في العالم التي تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية وترفض الاحتلال والعنصرية.

وأشار إلى أن التحديات الراهنة تفرض على الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام العربية أن تتحمل مسؤولياتها في توعية الشعوب، وكشف جرائم الاحتلال، والتصدي لمحاولات التضليل والتزييف التي يسعى البعض من خلالها لتبرير العدوان أو صرف الأنظار عن أبعاده الحقيقية.

وختم الشقنقيري بالتأكيد على أن حزب الشعب الجمهوري سيواصل الانخراط في كل المبادرات والتحركات التي تدعم الحق الفلسطيني، مؤكدًا أن النصر الحقيقي لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، وإزالة كل أشكال القمع والتمييز التي عانى منها الشعب الفلسطيني لعقود طويلة.