كتب محمد عبد الرازق

أكد النائب إبراهيم الديب، عضو مجلس النواب، أن الوعي المجتمعي هو الركيزة الأساسية لصناعة مستقبل أفضل للأوطان والأجيال المقبلة، مشددًا على أن المجتمعات التي تستثمر في نشر الثقافة والمعرفة والوعي بين مواطنيها، خاصة الشباب، هي القادرة على مواجهة التحديات وصنع النهضة الحقيقية.

وقال الديب، إن الانسياق وراء نشر محتوى خادش للحياء أو غير هادف من أجل تحقيق الربح السريع، يمثل خطرًا جسيمًا على القيم والأخلاق والسلوكيات، خاصة في ظل الانتشار الواسع للتكنولوجيا الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت سلاحًا ذا حدين؛ يمكن أن تكون أداة فعّالة لزيادة الوعي والثقافة، أو معولًا لهدم المجتمع وإفساد الذوق العام.

وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن بعض منصات التواصل الاجتماعي لا تكتفي بالتأثير في أفكار وسلوكيات المستخدمين، بل قد تستخدم بياناتهم الشخصية بطرق تهدد الأمن القومي، وهو ما يستدعي توعية المواطنين، وخاصة فئة الشباب، بكيفية الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه الوسائل، إلى جانب تعزيز دور الدولة في مراقبة وضبط المحتوى الضار والمخالف للقانون.

وأوضح الديب، أن بناء وعي حقيقي لدى الأجيال يتطلب شراكة بين الدولة والمجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والإعلامية، مع إطلاق حملات مستمرة لتثقيف المواطنين بأهمية التفكير النقدي وعدم الانسياق وراء الشائعات أو المحتوى المبتذل.

واقترح النائب تدشين دورات تدريبية وتأهيلية للراغبين في نشر محتوى هادف على المنصات الرقمية، بحيث يحصل صناع المحتوى على المهارات اللازمة لإنتاج أعمال إعلامية وفنية وثقافية راقية، تحقق الانتشار وفي الوقت نفسه تحافظ على القيم والمبادئ المجتمعية.

وأكد أن الاعتماد على الأرباح السريعة عبر المحتوى المبتذل هو طريق قصير المدى، ينتهي غالبًا بفقدان المصداقية واحترام الجمهور، بينما الاستثمار في المحتوى الهادف يبني اسمًا وقيمة مضافة لصاحبه ويسهم في خدمة المجتمع.

وأكد الديب، على أن مواجهة مخاطر التكنولوجيا ومنصات التواصل تتطلب وعيًا مجتمعيًا متكاملًا، وإدراكًا من جميع الأطراف بأن الحرية الحقيقية تأتي مقترنة بالمسؤولية، وأن صناعة المستقبل تبدأ من بناء الإنسان القادر على الاختيار السليم، ومقاومة كل ما يضر بالقيم والأمن الفكري للأمة.