كتب: محمد الأحمدىالخميس، 21 أغسطس 2025 01:41 م تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس الموافق 15 مسرى من السنة القبطية 1741، بذكرى رحيل القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس، أحد أبرز رواد النهضة التعليمية والروحية في الكنيسة القبطية في القرن العشرين، ومؤسس الكلية الإكليريكية في صورتها الحديثة. ووُلد حبيب جرجس فى القاهرة عام 1876، وتلقى تعليمه فى مدارس الأقباط، ثم كرّس حياته لخدمة التعليم الكنسى، فى وقتٍ كانت فيه الكنيسة تمر بمرحلة ضعف تعليمي وروحى، وتولى مهمة إعادة إحياء الكلية الإكليريكية عام 1893، وكان له دور محورى فى إعداد جيل جديد من الكهنة والمعلّمين، ما ساعد على تجديد الفكر اللاهوتي القبطي وتثبيت العقيدة الأرثوذكسية في مواجهة التحديات الفكرية في ذلك الزمن. وتميّز بخدمته الهادئة والمتواضعة، وكان يُعرف بغيرته على الكنيسة وتمسكه بالتقليد الأرثوذكسي، كما كان من أوائل من أطلقوا مدارس الأحد، التي أصبحت فيما بعد عماد التعليم الكنسي في كل الكنائس القبطية بمصر والمهجر. ورُقي إلى رتبة أرشيذياكون (رئيس شمامسة) تقديرًا لعلمه وخدمته، وظل يعمل بتفانٍ حتى رحيله في 15 مسرى عام 1942م. وقد أعلنته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قديسًا في المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني عام 2013، ليصبح أول معلم قبطي حديث يُرفع إلى مصاف القديسين. ويُعد ذكرى رحيل القديس حبيب جرجس مناسبة لتجديد الالتزام بالتعليم الأرثوذكسي، وتأكيد أهمية التربية الكنسية في بناء الإيمان، وهي القيم التي حملها القديس في قلبه وكرّس حياته من أجلها.