كتبت أسماء نصارالخميس، 28 أغسطس 2025 01:00 ص قالت الدكتورة محاسن محمود، الباحثة بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، إن صناعة الألبان تعتبر من القطاعات الحيوية التي شهدت تحولات كبرى خلال العقود الماضية، فلم يعد التركيز على مجرد تحسين الجودة أو زيادة مدة الصلاحية، بل امتد ليشمل مفاهيم جديدة مثل "الألبان الوظيفية" والمنتجات المدعّمة، لتقديم فوائد صحية إضافية تتجاوز قيمتها الغذائية التقليدية. وأضافت محاسن محمود فى تصريحات لها، أن اللبن الزبادي المدعم هو منتج ألبان يتم تعزيزه بإضافة مواد فعالة وظيفيًا، هذه الإضافات تشمل البروبيوتيك (البكتيريا النافعة)، البريبيوتيك (الألياف الغذائية)، الفيتامينات والمعادن (مثل فيتامين D وB12)، ومضادات الأكسدة. هذه المكونات لا تعمل فقط على تعزيز التغذية، بل تساهم أيضًا في تحسين صحة الأمعاء ودعم الجهاز المناعي. من أشهر سلالات البروبيوتيك المستخدمة: Lactobacillus acidophilus وBifidobacterium lactis، والتي ثبت علميًا قدرتها على تحسين أعراض القولون العصبي. وتابعت: أما عن تقنيات التصنيع، فقد شهدت تطورات هائلة، فبالإضافة إلى التخمير التقليدي، تُستخدم تقنيات حديثة مثل التغليف الدقيق (Microencapsulation) لحماية المكونات الحساسة كـالبروبيوتيك من الحرارة والحموضة، وتقنية المزج الفائق (High-shear mixing) لضمان تجانس المنتج واستقراره. وأكملت: تعرف المشروبات الوظيفية بأنها سوائل مشتقة من اللبن أو مصل اللبن، تضاف إليها مكونات حيوية نشطة لتؤدي وظائف صحية إضافية، مثل خفض ضغط الدم، تعزيز صحة العظام، أو تقوية الجهاز المناعي. تنقسم هذه المشروبات إلى أنواع مختلفة، منها مشروبات البروبيوتيك المخمرة التي تستهلك يوميًا لدعم صحة الجهاز الهضمي، ومشروبات اللبن المعززة بالبروتين المفيدة للرياضيين وكبار السن، بالإضافة إلى مشروبات مصل اللبن النباتية التي تجمع بين فوائد الحليب وخصائص المستخلصات النباتية. هذه المشروبات غنية بـ الببتيدات النشطة (Bioactive Peptides) التي تنتج عن تحلل البروتينات، وقد أثبتت فعاليتها في خفض ضغط الدم. على الرغم من التطورات الكبيرة، تواجه صناعة الألبان الوظيفية بعض التحديات، مثل ضعف استقرار المكونات النشطة، ارتفاع تكاليف الإنتاج، وصعوبة تقبل المستهلك لبعض النكهات. ومع ذلك، تظل الآفاق المستقبلية واعدة، من المتوقع أن يتم دمج الذكاء الاصطناعي في تصميم المنتجات، وتخصيصها لتناسب الاحتياجات الصحية الفردية لكل شخص (Nutrigenomics)، بالإضافة إلى تطوير ألبان نباتية وظيفية مدعمة بمكونات الألبان التقليدية.