كتب ـ محمد الأحمدى

أعلنت الكلية الإكليريكية اللاهوتية بدير السيدة العذراء بجبل قسقام، المعروف بدير "المُحرق"، أن الأحد المقبل الموافق 31 أغسطس الجاري، سيكون آخر موعد لتلقي طلبات الالتحاق بالكلية للعام الدراسي الجديد 2025 – 2026. ويأتي ذلك بعد فترة تسجيل استمرت قرابة شهرين كاملين بدأت منذ الأول من يوليو الماضي، شهدت خلالها الكلية إقبالًا ملحوظًا من الشباب الراغبين في دراسة العلوم اللاهوتية والانضمام إلى خدمة الكهنوت والرعاية الكنسية.

وتعد الكلية الإكليريكية بالمُحرق واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية اللاهوتية التابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث تحمل على عاتقها مهمة إعداد خدام مؤهلين روحياً وعلمياً، يجمعون بين الدراسة الأكاديمية العميقة والتدريب الرعوي الميداني. وتتميز الكلية بموقعها التاريخي الفريد داخل دير السيدة العذراء بجبل قسقام بمحافظة أسيوط، ذلك الدير الذي ارتبط بزيارة العائلة المقدسة لمصر ويُعد من أقدم وأقدس المزارات المسيحية في العالم.

وبحسب إعلان الكلية، فإن شروط القبول تتضمن حصول المتقدم على تزكية واضحة وصريحة من الأب المطران أو الأسقف التابع لإيبارشيته، باعتبارها ضمانة أساسية لحسن السيرة والاستعداد للخدمة. كما يُشترط أن يقدم الطالب ما يثبت موقفه من التجنيد، وألا يتجاوز عمره 30 عامًا، وأن يكون غير متزوج، بما يتوافق مع لوائح الدراسة والإعداد الكهنوتي.

وأكدت إدارة الكلية أن الهدف من هذه الشروط ليس التضييق، بل الحرص على اختيار شباب يتمتعون بالنضج الروحي والفكري، ويملكون الاستعداد للتفرغ للدراسة والتكوين الكنسي. كما شددت على أن الدراسة في الإكليريكية لا تقتصر على البعد الأكاديمي، بل تشمل أيضًا تكوينًا إنسانيًا وخدمة رعوية متكاملة، ليكون الخريجون قادرين على حمل رسالة الكنيسة في التعليم والرعاية والتبشير.

ويأتي فتح باب القبول كل عام امتدادًا لمسيرة طويلة من إعداد الكوادر الكنسية، حيث تخرّج من الكلية عبر العقود الماضية مئات الكهنة والخدام الذين يخدمون اليوم في مختلف الإيبارشيات داخل مصر وخارجها، ما يجعلها ركيزة أساسية في نهضة التعليم الكنسي الأرثوذكسي.