كتب: محمد الأحمدىالجمعة، 05 سبتمبر 2025 06:00 م تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر ومختلف أنحاء العالم، للاحتفال بعيد النيروز، الذي يُعرف بـ"رأس السنة القبطية الجديدة"، وذلك يوم الخميس الموافق 11 سبتمبر 2025، ويمثل هذا العيد بداية العام القبطى الجديد رقم 1742، وهو حدث ديني وتاريخي ذو أهمية كبيرة للمسيحيين الأقباط. ويُعدّ عيد النيروز أحد أقدم الأعياد التي تحتفل بها الكنيسة، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ الشهداء الأقباط الذين ضحوا بحياتهم من أجل إيمانهم في عهد الإمبراطور دقلديانوس، ويُعرف التقويم القبطي بـ"تقويم الشهداء" تخليدًا لذكراهم، حيث يبدأ من عام 284 ميلادية، وهو العام الذى تولى فيه دقلديانوس الحكم وبدأت فيه موجة الاضطهاد ضد المسيحيين. وتحمل احتفالات العيد طابعًا روحيًا وتاريخيًا فريدًا، حيث تُقام صلوات وقداسات خاصة في الكنائس الأرثوذكسية، يتبادل فيها المصلون التهاني والتبريكات، وتُزيّن الكنائس بالشموع والزهور، ويُلقي آباء الكنيسة عظات روحية تُسلط الضوء على معاني التضحية والإيمان، وتُذكّر بتاريخ الكنيسة العريق الذي بُني على دماء الشهداء. وتُعدّ الفعاليات الخاصة بعيد النيروز فرصة لتجديد العهد الروحي، كما أنها مناسبة اجتماعية تجمع الأسر والأحباء، وتُعرف الاحتفالات الشعبية المرتبطة بهذا العيد بتقليد "أكل البلح والجوافة"، وهما رمزان لهما دلالة خاصة، فالبلح بلونه الأحمر يُشير إلى دماء الشهداء، بينما الجوافة التي تحتوي على قلب أبيض تُرمز لقلوبهم النقية. ويُعزز هذا العيد من الروابط الروحية والثقافية لدى الأقباط، ويُذكّرهم بأهمية التمسك بإيمانهم وتاريخهم. ومع بدء العام القبطي الجديد، يتطلع الأقباط إلى عام يملؤه السلام والبركة، سائلين الله أن يُبارك مصر والعالم أجمع.