سياسة / اليوم السابع

باحث قانون دولى: القمة العربية الإسلامية فرصة لإظهار التضامن حول قضية فلسطين

كتبت: منة الله حمدى

الخميس، 11 سبتمبر 2025 02:23 م

قال أبوبكر الديب مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، إن القمة العربية – الإسلامية الطارئة التي أعلنت قطر عن استضافتها مؤشرًا مهمًا على تصعيد جيوسياسي محتمل في المنطقة، عقب الهجوم الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الذي استهدف قيادات في حركة حماس. إن انعقاد هذه القمة في الدوحة ليس مجرد حدث بروتوكولي، بل خطوة استراتيجية تحمل أبعادًا سياسية ودبلوماسية وأمنية تتجاوز حدود الدولة المضيفة لتطال الإطار الإقليمي والدولي.

وتابع "الديب" أن  الهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة يمثل نقطة تحول في مسار العلاقات الإقليمية، إذ أن الاعتداء على أراضي دولة يرفع من سقف المخاطر ويستدعي ردود فعل منسقة على مستوى الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وقطر، بحكم موقعها الاستراتيجي وعلاقاتها مع الفصائل الفلسطينية، تقع في قلب هذا التوتر، ما يجعل انعقاد القمة في عاصمتها يعكس موقعها القيادي في تحديد جدول أعمال الرد الجماعي وصياغة الموقف العربي والإسلامي الموحد تجاه الهجوم.


وتوقع "الديب" أن تتناول القمة مجموعة من الملفات الرئيسية المرتبطة بالهجوم الإسرائيلي وآثاره المباشرة على المنطقة، وأولها ملف الأمن القومي العربي والإسلامي، حيث من المرجح أن تبحث الدول المشاركة وضع تدابير جماعية لمواجهة الهجمات على الأراضي العربية، بما يشمل سياسات الدفاع السيبراني والاستخباراتي، خصوصًا في ظل تكرار الاعتداءات الجوية التي تستهدف القيادات والمقار الرسمية.

 

وأضاف مستشار المركز العربي للدراسات: أن المناقشان ستتركز على الوضع الفلسطيني، مع إعادة تقييم العلاقة مع حركات المقاومة ودراسة آليات دعم الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية سياسيًا وإنسانيًا، بما في ذلك الضغط على المجتمع الدولي لوقف العدوان وحماية المدنيين.


وتابع الباحث في العلاقات الدولية من الملفات المهمة أيضًا الدبلوماسي الدولي، إذ يتعين على الدول المشاركة وضع استراتيجية عربية وإسلامية للتعامل مع الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، وتحديد موقف موحد تجاه أي محاولات للتسويات الأحادية أو تجاوز القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.  بالإضافة إلى ذلك، هنا توقع ببحث التنسيق الأمني الإقليمي من خلال بناء شبكات تعاون بين الدول العربية والإسلامية لمواجهة أي تصعيد مستقبلي، بما يشمل استعراض القدرة على الردع الجماعي سواء عبر السياسة أو الدعم اللوجستي والاقتصادي.

وأضاف يعكس انعقاد القمة في الدوحة مجموعة من المعطيات الأساسية، أولها الاستفادة من المكانة الدبلوماسية لقطر التي حافظت على موقعها كقناة تواصل بين الأطراف المختلفة، بما في ذلك الفصائل الفلسطينية والدول الكبرى، مما يمنحها قدرة على استضافة محادثات حساسة وحشد دعم إقليمي.

واستطرد مستشار المركز العربي للدراسات أن توقيت انعقاد القمة حساس جدًا، إذ يأتي في سياق تصاعد التوترات الإقليمية، ما يجعل من الدوحة منصة محورية لاحتواء الأزمة ومنع انفلات الوضع إلى صراعات مفتوحة.  علاوة على ذلك، هناك ضغوط دولية وإقليمية على الدول العربية للمبادرة بتبني موقف واضح من الهجوم الإسرائيلي، وتقديم دعم جماعي للفلسطينيين دون الانزلاق إلى مواجهات مباشرة مع إسرائيل، وهو ما يعكس تعقيد ملف جدول الأعمال.


وتابع أبو بكر الديب يمكن توقع مجموعة من القرارات الرئيسية التي قد تصدر عن القمة، أولها إصدار بيان شديد اللهجة ضد الهجوم الإسرائيلي، مع التركيز على انتهاك السيادة القطرية وضرورة احترام الحدود العربية. وتأكيد الدعم السياسي والإنساني للشعب الفلسطيني وربما إطلاق مبادرات عاجلة لتقديم المساعدات أو تسريع جهود إعادة إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. وأيضًا الدعوة إلى تنسيق أمني وعسكري غير مباشر بين الدول المشاركة، خصوصًا على صعيد تبادل المعلومات الاستخباراتية وتطوير آليات مشتركة للردع والإنذار المبكر ضد أي اعتداءات مستقبلية. وتسعى الدول المشاركة إلى فتح قنوات دبلوماسية جديدة مع دول إسلامية وعربية أخرى لتوسيع شبكة الدعم والمساندة، وربما إعادة النظر في بعض العلاقات مع إسرائيل في ضوء الاعتداء الأخير.  كذلك من المتوقع أن يتم توجيه رسائل سياسية واضحة للقوى الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة والأمم المتحدة، للضغط على إسرائيل للالتزام بالقرارات الدولية ووقف العدوان على الأراضي العربية.


وتابع "الديب" القمة ستؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على مواقف الولايات المتحدة وإسرائيل.. بالنسبة لإسرائيل، فإن موقف عربي وإسلامي موحد ضد الهجوم على قطر يرفع من مستوى الضغط السياسي والدبلوماسي عليها، وقد يقلل من هامش المناورة الذي اعتادت عليه في العمليات العسكرية خارج حدودها.. كما أن احتمالية تنسيق عربي – إسلامي للأمن والمقاومة قد تزيد من التحديات الاستراتيجية أمام تل أبيب، خاصة إذا ارتبطت القرارات العربية بدعم مالي ولوجستي للفلسطينيين.

 

وأوضح مستشار المركز العربي للدراسات بالنسبة للولايات المتحدة، فإن القمة تفرض تحديًا دبلوماسيًا، إذ يُتوقع أن تضطر الإدارة الأمريكية إلى مراجعة سياساتها في المنطقة ومحاولة إدارة الأزمة بما يحفظ مصالحها دون مواجهة مباشرة مع الدول العربية والإسلامية، وهو ما قد يحد من قدرتها على الضغط على الفصائل الفلسطينية أو تمرير أي تسوية أحادية.


وأضافة "الديب" القمة قد تخلق ضغطًا على واشنطن لإظهار موقف متوازن أكثر، وتقديم مقترحات توقف التصعيد العسكري، بينما تظهر الولايات المتحدة أمام الحلفاء العرب والإسلاميين بوصفها وسيطًا متفهمًا للمخاوف الأمنية والسيادية. كما أنها تمثل فرصة لإعادة ترتيب الأوراق العربية والإسلامية في مواجهة أي تهديدات مستقبلية، إذ يُتوقع أن تسعى الدول المشاركة إلى تعزيز وحدة الصف العربي والإسلامي لتقليل الانقسامات التي سبق أن استغلتها إسرائيل، كما أن قطر ستسعى إلى إبراز دورها كوسيط رئيسي قادر على إدارة أزمات حساسة والحفاظ على مصالحها الإقليمية.  كما قد يتم استخدام هذه القمة لتحريك ملفات طويلة الأمد، بما يشمل دعم الفلسطينين وحماية الأراضي العربية ووضع أطر سياسية جديدة لتنسيق المواقف الدولية.
 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا