كتب: محمد الأحمدىالثلاثاء، 16 سبتمبر 2025 03:00 ص تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر والمهجر خلال شهر سبتمبر 2025 للاحتفال بعدد من المناسبات الروحية المهمة، التي تحمل أبعادًا تاريخية وإيمانية عميقة، ويشارك فيها الأقباط داخل الكنائس والأديرة بروح من الفرح والرجاء. ويأتى فى مقدمة هذه المناسبات عيد النيروز، الذي يوافق 11 سبتمبر، ويُعد بداية السنة القبطية الجديدة 1742 للشهداء، ويرتبط العيد بذكرى الشهداء الذين ضحوا من أجل الإيمان المسيحي في عصور الاضطهاد، كما يمثل بداية الخريف الزراعي في مصر، إذ جرت العادة أن يتزين المذبح بسنابل القمح وأغصان البلح والرياحين، في رمزية للحياة الجديدة والشهادة المثمرة، ويُحيى الأقباط هذا العيد بصلوات وقراءات خاصة تذكر أسماء الشهداء وقديسي الكنيسة. أما في 27 سبتمبر، فتحتفل الكنيسة بـ عيد رفع الصليب المقدس، الذي يُعد من أكبر الأعياد بعد عيدي الميلاد والقيامة. ويعود تاريخه إلى العثور على الصليب على يد القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين في القرن الرابع الميلادي. ويتميز العيد بصلوات احتفالية وزينات خاصة في الكنائس، حيث يرفع الكهنة الصليب المقدس مزينًا بالورود والشموع، وسط ترتيل الألحان التي تمجد قوة الصليب كرمز للخلاص والنصرة. كما يشهد الشهر تذكارات لعدد من القديسين البارزين، مثل القديس الأنبا بولا أول السواح والقديس يوحنا المعمدان، وهي مناسبات تركز على قيم الزهد والتوبة والتجرد من العالم، وتُعطي فرصة للمؤمنين للتأمل في سير هؤلاء القديسين. وتنعكس هذه الأعياد على المجتمع القبطي بأسره، إذ تتحول الكنائس إلى ساحات فرح روحي، ويشارك الأطفال والشباب في ترديد الألحان، فيما تحتفظ الأسر بعادات مرتبطة بالمناسبات مثل تبادل التهاني وتقديم الأطعمة التقليدية. وتؤكد الكنيسة أن هذه المناسبات ليست مجرد طقوس، بل هي تجديد للإيمان وتأكيد على صلة الأقباط بتاريخهم وهويتهم الروحية العريقة.