كتبت: منة الله حمدىالأربعاء، 17 سبتمبر 2025 03:04 م أكد الدكتور محمد ممدوح رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن القمة العربية الإسلامية الطارئة التي انعقدت أمس في العاصمة القطرية الدوحة شكلت لحظة فارقة في تاريخ العمل العربي المشترك، مشيراً إلى أن مجرد انعقادها يعد رسالة قوية إلى المجتمع الدولي بأن العرب والمسلمين قادرون على الاصطفاف في مواجهة أي عدوان يستهدف سيادة دولة عربية. وأوضح أن الاعتداء الإسرائيلي الأخير على الأراضي القطرية لم يكن مجرد انتهاك عابر، وإنما مسّ جوهر الأمن القومي العربي وأثار تساؤلات جادة حول مستقبل الاستقرار الإقليمي. وأضاف في تصريحاته لـ”اليوم السابع”، أن القمة مثلت اختباراً حقيقياً للنظام العربي والإسلامي وقدرته على الانتقال من مرحلة البيانات والإدانات إلى مرحلة الأفعال الجماعية. واعتبر أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام القادة كان الأكثر صلابة ووضوحاً، حيث قدّم رؤية شاملة تستند إلى ثوابت مصرية راسخة بشأن القضية الفلسطينية وسبل حماية المنطقة من الانزلاق إلى أتون صراعات جديدة. وأشار إلى أن الرئيس السيسي أدان الاعتداء بشكل صريح ووصفه بالآثم، محذراً من أن استمرار السياسات الإسرائيلية المنفلتة قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع بصورة تهدد الأمن الإقليمي برمته. ولفت الانتباه إلى أن الرئيس اختار أن يوجه حديثه مباشرة إلى المجتمع الإسرائيلي محذراً من خطورة هذه السياسات على مستقبل إسرائيل نفسها، مؤكداً في الوقت ذاته تمسك مصر الكامل بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأوضح ممدوح، أن القمة نجحت بالفعل في إصدار بيان ختامي قوي أدان العدوان، كما فتحت الباب لمناقشة مسألة مراجعة العلاقات السياسية والاقتصادية مع إسرائيل، وطرحت بشكل واضح فكرة تفعيل آليات الدفاع العربي والإسلامي المشترك، غير أن ما لم يحدث في القمة يظل أهم مما حدث، على حد وصفه. وأكد أن القمة لم تصل إلى قرارات عملية ملزمة في ما يتعلق بوقف التبادل التجاري مع إسرائيل أو تجميد التعاون الدبلوماسي، كما لم يتم الإعلان عن تحركات قانونية واضحة على المستوى الدولي أو خطوات جدية نحو تفعيل الردع الأمني والعسكري. وشدد رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري على أن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد تحركات أكثر قوة، تبدأ بتشكيل لجنة وزارية دائمة لمتابعة تنفيذ قرارات القمة، مروراً بتصعيد القضية إلى الأمم المتحدة والجمعية العامة، ووصولاً إلى استخدام أوراق الضغط الاقتصادية وتوظيف أدوات القانون الدولي، مؤكداً أن امتلاك العرب والمسلمين لإمكانيات هائلة في مجالات الطاقة والاستثمارات يجعلهم قادرين على فرض مواقفهم إذا توفرت الإرادة السياسية، معتبراً أن دور المجتمع المدني والشباب لا يقل أهمية عن دور الحكومات في هذه المرحلة، مشيراً إلى أن مسؤولية الأجيال الجديدة تقتضي الحفاظ على زخم القمة وبناء جسور تضامن مع الرأي العام العالمي من أجل إبقاء القضية حيّة في وجدان الشعوب. وأكد أن خطاب الرئيس السيسي وضع الأساس لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك، لكن التحدي الحقيقي يكمن في تحويل ما صدر عن القمة من بيانات إلى خطة تنفيذية واضحة، لأن الاكتفاء بالإدانة دون إجراءات عملية يمنح إسرائيل شعوراً بالحصانة، وهو ما لم يعد مقبولاً في ظل الظروف الراهنة.