كتب: محمد الأحمدىالسبت، 20 سبتمبر 2025 03:00 ص تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلال الأسابيع المقبلة للاحتفال بذكرى إجراء القرعة الهيكلية، التي جرت في 4 نوفمبر عام 2012، وأسفرت عن اختيار قداسة البابا تواضروس الثاني ليكون البطريرك الـ118 للكرسى المرقسى، خلفًا للبابا الراحل شنودة الثالث. وتعد القرعة الهيكلية من الطقوس الفريدة التي تميز الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في اختيار البابا الجديد، حيث تتم بعد سلسلة من الإجراءات تبدأ بفتح باب الترشيح وتقديم الأسماء، ثم فحصها عبر لجنة مختصة، يعقبها انتخاب من المجمع المقدس ولجنة الناخبين، ليصل ثلاثة مرشحين إلى المرحلة النهائية. وفي قداس القرعة الهيكلية، يوضع الثلاثة أسماء داخل صندوق على المذبح، ثم يُستدعى طفل صغير معصوب العينين لاختيار ورقة واحدة، في إشارة إلى أن الاختيار يتم بعمل إلهي بعيدًا عن الأهواء البشرية، وكانت القرعة قد وقعت في عام 2012 على الأنبا تواضروس، أسقف عام البحيرة وقتها، ليصبح البطريرك الجديد للكنيسة القبطية. ويحرص الأقباط في كل عام على إحياء هذه الذكرى باعتبارها حدثًا تاريخيًا وروحيًا في حياة الكنيسة، حيث يرون فيها علامة على تدخل العناية الإلهية في قيادة الكنيسة واختيار راعيها، كما تتضمن الاحتفالات صلوات شكر وقداسات خاصة، إلى جانب كلمات تذكيرية من أعضاء المجمع المقدس عن أهمية القرعة في الحفاظ على وحدة الكنيسة واستمرار تقاليدها الراسخة. وتؤكد الكنيسة أن ذكرى القرعة الهيكلية لا ترتبط فقط بالجانب التاريخي، بل تحمل أيضًا دلالة روحية عميقة تعكس إيمان الأقباط بأن قيادة الكنيسة تُسند أولًا وأخيرًا لمشيئة الله.