كتب: محمد الأحمدىالأحد، 28 سبتمبر 2025 01:00 ص تواصل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية احتفالاتها بعيد الصليب المقدس، أحد الأعياد السيدية الصغرى، الذي يُحييه الأقباط مرتين سنويًا: في 17 توت (27 سبتمبر تقريبًا) إحياءً لظهور الصليب في عهد الإمبراطور قسطنطين، وفي 10 برمهات (19 مارس) ذكرى اكتشافه على يد الملكة هيلانة. وتستمر الاحتفالات ثلاثة أيام متتالية، تبدأ بعشية مهيبة تُرفع فيها البخور مع الألحان المبهجة الخاصة بالعيد، يليها قداسات صباحية من السادسة حتى الحادية عشرة، مع بعض القداسات المسائية لاستيعاب الأعداد الكبيرة. كما شددت الكنيسة على التنظيم عبر تقسيم الحضور، وتخصيص أماكن للعائلات وكبار السن، لضمان سير الصلوات في أجواء آمنة. ومن أبرز ملامح الطقس رفع الصليب المزخرف بالزهور والريحان والطواف به داخل الكنيسة على أنغام الألحان التقليدية، في مشهد يرمز إلى النصرة والفرح الروحي. ويُزين المذبح والهيكل بالزخارف النباتية، بينما يتردد لحن "إف لوجيمنوس" الذي يُميز هذه المناسبة. ويُعتبر استخدام الريحان والرمان من أبرز سمات العيد، حيث يرتبط الريحان بحسب التقليد بذكرى اكتشاف الصليب إذ وُجد ناميًا حوله، فأصبح رمزًا للحياة الجديدة والعطر السماوي. أما الرمان فيوزع على بعض المصلين كرمز للوحدة والتنوع معًا، ولونه الأحمر يشير إلى دم المسيح، فيما يعكس مذاقه الحلو فرحة الخلاص. وتؤكد الكنيسة أن العيد ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل مناسبة للتأمل في سر الفداء ومعنى الثبات في الإيمان، حيث يدعو الكهنة في عظاتهم المؤمنين إلى حمل صليبهم بالصبر والرجاء، باعتبار الصليب علامة للحياة والنصرة. ولا تقتصر الأجواء الاحتفالية على الكنائس فحسب، بل تمتد إلى البيوت القبطية التي تُزين بالصلبان والزهور، فيما يشارك الأطفال في تزيين الصليب بالريحان، وتنظم بعض الإيبارشيات أنشطة خدمية وخيرية بالتزامن مع المناسبة.