كتب علاء رضوانالأربعاء، 01 أكتوبر 2025 11:00 م رصد موقع "برلماني"، المتخصص في الشأن التشريعى والنيابى، في تقرير له تحت عنوان: "(محكمة الطفل بالمنصورة) تُبرئ طفلين شقيقين متهمين بالإتجار في المخدرات واعتبارهما ضحيتان لجريمة اتجار بالبشر بعدما ثبت استغلالهما من قِبل تاجر مخدرات"، استعرض خلاله حكماً قضائياً فريداً من نوعه، صادراً من الدائرة الخامسة عشر - محكمة الطفل – المنعقدة بمحكمة جنوب المنصورة الإبتدائية –براءة طفلين من تهمة الاتجار بالمخدرات، واعتبارهما ضحيتين لجريمة اتجار بالبشر بعدما ثبت استغلالهما من قِبل تاجر مخدرات شهير يُدعى "كريم. أ"، واستمرار إيداع أحد الطفلين بدار رعاية اجتماعية بوصفه "معرضًا للخطر"، لا محكومًا عليه، وإحالة أوراق الواقعة إلى النيابة العامة للتحقيق مع المتورطين الحقيقيين في جريمة الاتجار بالبشر، وكذلك بخصوص زواج شقيقتهما القاصر، وذلك في الجناية المقيدة برقم 18 لسنة 2025 قسم ثان المنصورة. في سابقة قضائية هامة، أصدرت الدائرة الخامسة عشر بمحكمة الطفل حكمها في الجناية رقم 18 لسنة 2025، والمتهم فيها طفلان لم يتجاوزا السابعة عشرة من عمرهما، نُسب إليهما الاتجار بالمواد المخدرة وحيازة أسلحة، حيث أكد الحكم أن أحيانًا يثبت القاضي أنه ليس مجرد مُطبّق للقانون بل صاحب بصيرة وعدل عندما يقرأ أوراق القضية بوعي ويدرك حقيقتها، لا ينجر وراء ما تنتهي إليه النيابة العامة، بل يُعيد توصيف الدعوى وفقًا للقيد والوصف الصحيحين، ففي سابقة نادرة، تحوّل المتهمان من تهمة الاتجار بالمخدرات إلى مجني عليهما في قضية اتجار بالبشر، ما يُعد انتصار جديد للعدالة ولحماية حقوق الإنسان. المحكمة في حيثيات الحكم قالت: وحيث أن الواقعة حسبما استقرت في يقين المحكمة واطمأن اليها وجدانها مستخلصة من سائر أوراقها وما تضمنته من استدلالات وتحقيقات تتحصل في أن المتهمين "ع. ح" و"أ. ح" طفلين لم يبلغا الثمانية عشر عاما من عمرهما لم يحالفهما الحظ لينالا قسطا من التعليم والحكمة لا يعلم مداها الا الله شائت الأقدار أن ينشئا في بيئة صعبة ويواجها حياة قاسية قضي علي والدتهما بالسجن ونكص والدهما عن التزاماته قبلهما وتركهما ليواجها قسوة الحياة وحدهما غير ابه لما يمكن أن يلاقياه من شدائد الأقدار، فترك فلذة كبده مطية لمن شاء ولم يبالي وزامن ذلك وواكبه وقوعهما في براثن المدعو "عبد الله. أ" وشهرته "كريم. أ" والذي علم مسبقا بما يعاصرانه من أزمات معيشية وظروفا قاسية وانعدام الرعاية والرقابة وأبصر سوء معيشتهما وفطن لاحتياجهما الشديد للمال، فوسوس له شيطانه بما حيل عليه من خسة ودنائة أن يستغلهما في توسيع نشاطه في الاتجار في المواد المخدرة، فنظر الي البعيد ودبر وفاقه لينال كسبا يسيرا أمنا فقد عثر علي ضالته شريكان في المغرم دون المغنم، فاحتال عليهما مستغلا صغر سنهما وحاجتهما وضعفهما، ورصد لهما ثمنا بخسا نظير ترويجهما للمواد المخدرة فكلفهما بإدارة جزءا من نشاطه الاجرامي نظير مبلغ ألف وخمسمائة جنيه أسبوعيا، فإنصاعا له وباشرا ذلك النشاط الاجرامي حتي قبض عليهما النقيب ابراهيم حافظ معاون مباحث قسم ثان المنصورة بتاريخ 15 فبراير 2025 علي النحو الذي بينته المحكمة في مستهل حكمها . وبحسب "المحكمة": وحيث ان المحكمة لا تساير النيابة العامة فيما انتهت اليه من اتهام إذ قدمت المتهمين للمحاكمة الجنائية بتهمة الاتجار في المواد المخدرة، فقد اطمئنت المحكمة يقينا وبما لا يدع مجالا للشك من خلال التحقيق النهائي المفصل الذي أجرته علي مر عدة جلسات أن هذين الطفلين في حقيقة الأمر هما ضحيتين مجني عليهما في جناية اتجار بالبشر ارتكبها المدعو "عبد الله. أ" وشهرته "كريم. أ" والذي استغلهما في ترويج المواد المخدرة بالكيفية السالف بيانها وتوضيحها، ولما كانت المادة 3 من القانون 64 لسنة 2010 بشأن الاتجار بالبشر تنص علي أنه: "لا يعتد برضاء المجني عليه علي الاستغلال في أي صورة من صور الاتجار بالبشر متي استخدمت فيها أية وسيلة من الوسائل المنصوص عليها بالمادة الثانية من ذات القانون، ولا يشترط لتحقق الاتجار بالطفل استعمال أية وسيلة من الوسائل المشار اليها ولا يعتد في جميع الأحوال برضائه أو رضاء المسؤل عنه أو متوليه". وإليكم التفاصيل كاملة: انتصار جديد للعدالة ولحماية حقوق الإنسان.. "محكمة الطفل بالمنصورة" تُبرئ طفلين شقيقين متهمين بالاتجار في المخدرات واعتبارهما ضحيتين لجريمة اتجار بالبشر بعدما ثبت استغلالهما من قِبل تاجر مخدرات برلمانى