جاءت الخسائر التي حدثت في السودان نتيجة تصرفات إثيوبيا غير المسؤولة في إدارة سد النهضة، حيث أدى إطلاق كميات ضخمة من المياه بشكل مفاجئ إلى فيضان صناعي مفتعل، بينما ظلت مصر في مأمن بفضل البنية التحتية المائية ومشروعات الحماية التي جرى تنفيذها على مدار السنوات الماضية. وما يحدث في مصر ليس فيضانًا كما يعتقد البعض، بل ارتفاع طبيعي في منسوب نهر النيل أدى فقط إلى غمر بعض أراضي طرح النهر، وهي بطبيعتها جزء من مجرى النيل ومعرضة لذلك عند زيادة التصرفات المائية. ونجح السد العالي على مدار عشرات السنين في تنظيم مياه نهر النيل، بفضل برامج الرصد والمراقبة والتشغيل التي تم تطويرها بشكل مستمر، حيث يتم رصد المناسيب والتصرفات المائية على مدار 24 ساعة، عبر نظام ديناميكي يتيح تحديد التوقيتات المثلى للتصرفات المائية. سنين من التخطيط مصر تعاملت مبكرًا مع الموقف من خلال حزمة من الإجراءات المهمة، شملت: تنفيذ نحو 1600 منشأة للحماية من الأمطار والسيول في مختلف المحافظات. مشروعات تبطين وتوسيع الترع لتقليل الفواقد المائية واستيعاب كميات أكبر. تقوية القناطر والحواجز المائية مثل قناطر الدلتا وأسيوط الجديدة. تجديد وصيانة السد العالي بشكل دوري لضمان كفاءته. إنشاء النهر الصناعي في الصحراء الغربية كأحد الحلول الاستراتيجية لاستغلال المياه الزائدة. الاستفادة من مفيض توشكى كمخرج طبيعي آمن للتعامل مع أي زيادة مفاجئة في المياه.