وسط استمرار المأساة الإنسانية في قطاع غزة، انطلقت في يونيو الماضي المبادرة الدولية البحرية "أسطول الصمود" التي يقودها المجتمع المدني الدولي، في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 18 عامًا. وضم الأسطول 42 سفينة محمّلة بالمساعدات الإنسانية والطبية، بمشاركة نشطاء من 44 دولة عربية وأجنبية، في خطوة رمزية تعبّر عن تضامن شعوب العالم مع سكان غزة. وخلال شهري يونيو ويوليو، تعرضت سفن الأسطول لأكثر من 37 محاولة هجوم من قبل القوات البحرية الإسرائيلية، فيما أدت سوء الأحوال الجوية وظروف الملاحة إلى تعطل الإبحار مرتين قبل استكمال التحضيرات النهائية. وفي 11 سبتمبر الماضي، أبحر الأسطول من الميناء الترفيهي بسيدي بوسعيد في تونس باتجاه سواحل مدينة بنزرت لاستكمال الاستعدادات التنظيمية، قبل أن يتجه إلى شرق المتوسط في طريقه إلى غزة. غير أن القوات البحرية الإسرائيلية هاجمت الأسطول ليلة الأربعاء الماضي، حيث تم احتجاز 473 ناشطًا من جنسيات متعددة، ونقلهم إلى سجن كسديعوت في صحراء النقب بعد اقتيادهم من المياه الدولية. وبحسب مصادر دبلوماسية، بدأ الاحتلال في ترحيل المحتجزين، حيث تم بالفعل ترحيل أربعة نشطاء إيطاليين، فيما تُجري حكومات دول أخرى – من بينها الكويت وتونس ولبنان – اتصالات مكثفة للإفراج عن رعاياها المعتقلين. ورغم الاعتداء على “أسطول الصمود”، أكدت المنظمات الداعمة للمبادرة استمرارها في جهود كسر الحصار، معلنةً إطلاق "أسطول الحرية" الذي يضم 10 سفن جديدة، من بينها سفينة "الضمير" التي تقل نحو 100 صحفي وطبيب وناشط من مختلف الجنسيات.