قالت الدكتورة حنان بلخى، المديرة الإقليمية لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، فى بيان لها، ألتمسُ منكم جميعًا أن تتخيلوا معي المشهد التالي، وهو مشهد كثيرًا ما يتكرر فى شتى أنحاء إقليمنا، أم تسير لساعات في أحد شوارع مقديشو، وهى حامل فى شهرها الأخير، كي تصل إلى أقرب مرفق صحي. وأضافت، إنه حين تصل إليه أخيرًا بعد طول عناء، لا تجد قابلة فى خدمتها، ولا أدوية، ولا حتى أكسجين لمولودها إذا احتاج إلى رعاية عاجلة، لتلك المرأة، ولآلاف النساء الأخريات، فإن الشعرة الفاصلة بين الحياة والموت ليست مرهونة بوجود التكنولوجيا المتطورة، بل بوجود الأساسيات البديهية: مثل الرعاية التي يقدمها عاملون مهرة، والولادة الآمنة، والتدخلات البسيطة المُثبتة الفعالية. وفي عام 2023، توفي أكثر من 800 ألف طفل دون سن الخامسة في إقليم شرق المتوسط، ووقع 85% من تلك الوفيات في 6 بلدان، هي أفغانستان وجيبوتي وباكستان والصومال والسودان واليمن، وتتحمل هذه البلدان نفسها أيضًا أثقل عبء ناجم عن وفيات الأمهات، حيث يموت عدد كبير للغاية من النساء لأسباب يمكن الوقاية منها عند الولادة، هذه الوفيات تتسبب في فقدان الأرواح، وتشتُّت الأُسَر، وضياع الحلم بمستقبل واعد. وأوضحت، إن أهداف التنمية المستدامة تدعونا إلى وضع حدٍّ لوفيات الأمهات والأطفال التي يمكن الوقاية منها بحلول عام 2030، ولكن في ظل التوجه الحالي، أخشى أننا لن نتمكن من مجابهة هذا التحدي، ولن تكون هذه النهاية حتمية لو أننا أخذنا على عاتقنا مواجهة الأمر بجسارة، وسرعة، وتضامن. وقالت، إن قرار جمعية الصحة العالمية السابعة والسبعين، الذي دعت إليه الصومال، يتطلب تسريع وتيرة التقدم، وتتيح حملة يوم الصحة العالمي لهذا العام تحت شعار "بداية صحية لمستقبل واعد" منصةً لتحفيز الإرادة السياسية وحشد الموارد، وعلينا جميعًا أن نضع صحة الأمهات والمواليد والأطفال على رأس جداول أعمالنا الوطنية، حتى في ظل الصراعات، والأزمات، وتضارب الأولويات. لذلك، فإنني ألتمسُ منكم: - دعم إصدار بيان وزاري مشترك في وقتٍ لاحقٍ يجدد التزامنا بتحقيق تلك الغاية.- ترجمة قرار جمعية الصحة العالمية إلى خطط وطنية قابلة للتنفيذ لتسريع وتيرة التقدُّم تحت مظلة مبادرة «كل امرأة وكل مولود في كل مكان» ومبادرة "العمل من أجل بقاء الأطفال على قيد الحياة".- حشد الموارد- المحلية منها والدولية- لتوسيع نطاق التدخلات التى أثبتت فعاليتها.وتقف منظمة الصحة العالمية واليونيسف وصندوق الأمم المتحدة للسكان على أهبة الاستعداد لمساندتكم في تلك المساعي، فالخيارات التي تتخذونها اليوم يمكن أن تغير مستقبل الملايين، بحيث لا تموت أي أم بلا داع وهي تهب الحياة لوليدها، ويبدأ كل طفل رحلته بوعد ببداية صحية ومستقبل مفعم بالأمل.