أكد المهندس سامح بسيوني، رئيس الهيئة العليا لحزب النور، أن اتفاق الهدنة في غزة جاء ليؤكد من جديد أن صوت الحكمة والعقل هو السبيل الحقيقي لحماية الدماء وصون القضية الفلسطينية من التصفية والضياع.
وقال بسيوني في مقال تحليلي بعنوان «حول اتفاق الهدنة في غزة» إن الأنباء التي حملت الهدنة تمثل أملاً جديدًا يوقف نزيف الدم ويجمع شتات الأسر الفلسطينية ويعيد إعمار ما دمره العدوان، مشيرًا إلى أن المشهد الراهن تختلط فيه الآمال بالآلام، ولا بد من موازنة العاطفة بالعقل، لأن النصر الحقيقي لا يُقاس بانفعال اللحظة بل بثبات المبدأ وصبر الطريق الطويل.
وأوضح أن قضية فلسطين ليست بندًا سياسيًا عابرًا ولا سطرًا في صحيفة، بل هي عقيدة في ضمير الأمة وميراث نبوة وأمانة إيمان وتاريخ، مؤكدًا أن ما يجري في غزة امتحان متجدد للوعي يمتحن الله به صدق القلوب ويميز بين الحكيم والمتعجل، والمصلح والمدعي.
وأضاف بسيوني أن الحكمة في مثل هذه اللحظات لا تعني الرضا بالواقع أو التنازل عن الحق، بل الحفاظ على الممكن والسير بخطوات ثابتة نحو المتاح، لأن العاقل لا يضيع الممكن طلبًا للمحال، كما أن المخلص لا يُغرق قضيته في صرخات العنتريات التي لا تُنتج إلا الرماد.
وأشار إلى أن التاريخ أثبت أن الجماعات والتيارات الصدامية التي تتزيّا بثياب الدين أو الحرية كثيرًا ما كانت سببًا في ضياع القضايا وتشويه مقاصد الشريعة، إذ تغفل فقه الموازنات والمصالح والمفاسد، وتغيب عنها الحكمة التي تحفظ الدماء وتصون الأوطان.
وقال رئيس الهيئة العليا لحزب النور إن هذه الجماعات تهاجم أصحاب الصوت العاقل، وتشيطن كل من يدعو إلى التروي والحكمة، لأن نجاح الهدنة التي تحقن الدماء يفسد تجارتهم القائمة على الفوضى والشقاق، وكأن استمرار الجراح شرط لبقائهم في المشهد.
وتابع بسيوني قائلاً إن المتأمل المنصف يدرك أن مصر أثبتت من جديد أن القيادة الرشيدة لا تُقاس بحدة الشعارات، بل بعمق المواقف، وأن البطولة ليست في الضجيج، بل في الإنجاز الهادئ المتزن.
وأضاف أن مصر كانت – ولا تزال – الصخرة التي تتكسر عليها أمواج المؤامرات، فلم تُفرط في حق ولم تتهاون في واجب، بل كان ثباتها الوطني وحنكتها السياسية درعًا للأمة كلها وصوتًا صادقًا لها، وحائط صد أمام دعاة التهجير والفوضى، مؤكدًا أن القيادة المصرية بحكمتها وقدرتها السياسية هدمت أحلام المعتدين، وأثبتت أن الحكمة حين تقترن بالقوة تصنع النصر قبل أن تُطلق رصاصة.
وأشار إلى أن الموقف العربي والإسلامي المساند لمصر في هذا الملف كان موقفًا مشرفًا، يعكس وحدة الأمة حين تستدعيها الأزمات، مؤكدًا أن الأمة إذا توحدت على كلمة امتلكت من أسباب القوة ما يحفظ كرامتها ويعيد رسم مستقبلها بإرادتها لا بإملاءات الآخرين.
ولفت بسيوني إلى أن السلام الحقيقي لا يصنعه الضعفاء، بل تحميه القوة الرشيدة التي تضبط عاطفتها وتدير مواقفها بعقل المسئولية، مشيرًا إلى أن قوة الجيش المصري كانت – بعد فضل الله – صمام الأمان الذي حافظ على تماسك الدولة ومنع تصفية القضية الفلسطينية.
وختم المهندس سامح بسيوني تصريحاته بالتأكيد على أن التاريخ لا يذكر من صرخ أكثر، بل من فهم وأحسن التعامل وكان أصدق في موقفه، فالنصر لا يُبنى بالانفعال بل بالعقل والثبات والعمل المتدرج في دروب الإصلاح والبناء، وهذا هو الفارق بين من يُصلح ومن يُغامر، ومن يُقيم الحجة بالعمل ومن يُضيع الحق بالضجيج.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.