كتب: محمد الأحمدى

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الرابع من نوفمبر من كل عام بذكرى ميلاد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حيث يُعد هذا اليوم مناسبة روحية وإنسانية خاصة للأقباط داخل مصر وخارجها، نظرًا لما يحمله من رمزية أبوية تتجسد في شخص البطريرك الذي يقود الكنيسة بروح الخدمة والمحبة.

وتشهد الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وعدد من الكنائس قيام قداسات شكر بهذه المناسبة، فيما تتوالى رسائل التهنئة لقداسته من المطارنة والأساقفة والرهبان والكهنة والشعب القبطي، بالإضافة إلى قيادات الدولة والهيئات الوطنية والشخصيات العامة، تقديرًا لدوره الوطني والروحي منذ توليه قيادة الكنيسة عام 2012.

ويحرص البابا تواضروس في هذه المناسبة كل عام على التأكيد أن الحياة ليست بعدد السنوات، بل بما تقدمه من عمل وإنجاز وخدمة للآخرين، مركزًا على قيمة العطاء والمحبة كطريق للحياة المسيحية والوطنية. ويصف الكثيرون من أبناء الكنيسة قداسة البابا بأنه "أب قبل أن يكون بطريركًا"، نظرًا لأسلوبه الأبوي الهادئ وتواصله المستمر مع الشعب في الداخل والخارج، إلى جانب اهتمامه بالعمل التعليمي والرعوي وتنظيم الخدمات الكنسية ومتابعة الشباب ودعم الأسر.

وتتزامن ذكرى ميلاد البابا كل عام مع الاستعدادات لإحياء ذكرى القرعة الهيكلية التي تم من خلالها اختياره للكرسي المرقسي، ما يمنح هذا اليوم طابعًا مضاعفًا من الفرحة الروحية بين أبناء الكنيسة الذين يرون في قداسة البابا رمزًا للرعاية والاتزان والعمل الهادئ من أجل سلام الكنيسة ووحدة الوطن.