كشفت دراسة حديثة صادرة عن منظمة العمل الدولية عن واقع معقد تعيشه أسواق العمل فى الدول العربية، حيث لم تتجاوز نسبة العاملين من السكان فى سن العمل النصف فى عام 2024، ويواجه الشباب والنساء بعضا من أعلى معدلات الإقصاء على مستوى العالم، بسبب اختلافات جوهرية فى الموارد الطبيعية ومستويات التنمية والاستقرار السياسي. وأوضحت الدراسة، أن آثار التحول الرقمى تختلف بحسب الفئة العمرية، فى سيناريو دمج الذكاء الاصطناعى تتجه المكاسب بشكل أوضح نحو الفئات الأصغر سنا من 15 إلى 24 عاما، بحكم انخراطهم فى وظائف تقنية ناشئة وقدرتهم الأكبر على التكيف، بينما تبقى الفئة العمرية من 55 عاما فأكثر فى وضع غير مؤات، إذ تجد صعوبة فى التأقلم مع متطلبات إعادة التأهيل. وقالت: "تتجلى الفوارق بين الجنسين بوضوح، فى سيناريو دمج الذكاء الاصطناعي تواجه النساء خسائر كبيرة فى الوظائف الإدارية والروتينية، بينما يحصل الرجال على حصة أكبر من فرص العمل الجديدة فى القطاعات المدفوعة بالتكنولوجيا مثل اللوجستيات والبناء والنقل، والتى يغلب عليها الطابع الذكورى تاريخيا". وأضافت: "لا يقتصر التحدى على حجم الوظائف، بل يشمل نوعيتها وجودتها، فالتقنيات الرقمية وإن كانت تعزز جودة الوظائف من خلال تحسين الكفاءة والمرونة، إلا أنها تحمل مخاطر محتملة من بينها تراجع استقلالية العامل وارتفاع الرقابة الإلكترونية وتزايد هشاشة ظروف العمل، خاصة فى اقتصاد المنصات الرقمية".