كتبت – مرام محمد
الأربعاء، 15 أكتوبر 2025 04:23 مفي وقت تتجه فيه الجهود نحو تطوير التعليم وربطه باحتياجات سوق العمل، يُثبت طلاب التعليم الفني يومًا بعد يوم أنهم نماذج مشرّفة للإبداع والاجتهاد، فقد نجح كثير منهم في تحويل أفكارهم المبتكرة إلى مشروعات واقعية ملموسة، تعكس قدراتهم العالية، وتؤكد أن التعليم الفني ليس هامشيًا، بل مسار واعد يستحق كل دعم واهتمام.
ومن بين هذه النماذج المتميزة، يبرز اسم الطالب عمر خالد، أحد أبناء التعليم الفني بمحافظة الجيزة، الذي شارك مع زملائه في تنفيذ مشروع أطلقوا عليه "الخزنة الرقمية الذكية"، واستطاعوا من خلاله أن يلفتوا الأنظار، ويثبتوا أن طلاب التعليم الفني يحملون طموحات كبيرة وأفكارًا إبداعية يحولونها بمهاراتهم إلى مشروعات حقيقية وناجحة.

الطالب عمر خالد من داخل جامعة حلوان
قال عمر، البالغ من العمر 20 عامًا، وهو خريج التعليم الفنى – قسم الإلكترونيات، نظام الخمس سنوات، ويواصل دراسته حاليًا في الفرقة الأولى بكلية التكنولوجيا والتعليم بجامعة حلوان، إن التعليم الفني ليس كما يظنه البعض طريقًا بديلًا، بل هو طريق اختاره عن قناعة منذ البداية، مؤكدًا أن كثيرًا من طلابه قادرون على الإبداع والنجاح والوصول لأعلى المستويات.

وكيل وزارة التعليم بالجيزة يكرم عمر خالد وزملائه المتفوقين
وأوضح أنه مثل كثير من طلاب التعليم الفني، كان طموحه منذ البداية الالتحاق بكلية الهندسة، مشيرًا إلى أنه حصل على مجموع 97.3% في نهاية المرحلة الفنية، لكنه لم يُوفّق في دخول كلية الهندسة بفارق درجتين فقط. ورغم ذلك، عبّر عن رضاه قائلًا: "الحمد لله، ليس المهم أين أكون، بل كيف أتميز فيما أنا فيه الآن".

تكريم التعليم الفني للطالب عمر خالد
وأشار إلى أن اختياره للتعليم الفني كان قرارًا نابعًا من إرادته الكاملة، لافتًا إلى أنه حصل في المرحلة الإعدادية على 291 درجة من 280، وكان هذا المجموع يسمح له بالالتحاق بالثانوى العام بسهولة، بل إن الحد الأدنى للقبول بالتعليم الفنى (نظام الخمس سنوات) وقتها كان أعلى من الثانوى العام بنحو 25 درجة.
وأضاف أنه رغم اختلاف الآراء من المحيطين به في ذلك الوقت، فإنه فضّل أن يتبع قناعته، مؤكدًا: "دخلت الثانوي الفني عن اقتناع تام، وكنت أرى أن التعليم الفني مشروع ناجح أكثر من الثانوية العامة، لأنه لا يضع الطالب تحت نفس الضغط النفسي، كما أنه أقصر طريق لتحقيق حلمى فى دخول كلية الهندسة".

طلاب التعليم الفني أثناء تنفيذ مشروع التخرج
وعن اختياره لتخصص الإلكترونيات، قال عمر إنه كان شغوفًا منذ صغره بكل ما يتعلق بالأجهزة الإلكترونية، حيث كان يحاول دائمًا فهم كيفية عملها، بل كان يُصلح بعض الأعطال البسيطة بنفسه، مضيفًا: "كنت أفكر دائمًا كيف يعمل التلفاز؟ ما تركيبة الريموت كنترول؟ وكنت أصلحه إذا تعطّل"، مؤكدًا أنه كتب قسم الإلكترونيات رغبة أولى، ونجح فيه بتفوق.
ولفت إلى أن خلفيته الأسرية كانت داعمة لهذا القرار، موضحًا أن شقيقه التحق هذا العام بالتعليم الفني (نظام الثلاث سنوات)، ووالده أيضًا خريج نظام الخمس سنوات – قسم الكهرباء، وكان هو أكثر من شجّعه على المضي في هذا المسار.
وتابع حديثه مؤكدًا أن أهم ما يميز التعليم الفني هو الدمج بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي داخل المعامل والورش، وهو ما ساعده كثيرًا في تطوير فهمه ومهاراته.

الطلاب أثناء العمل على مشروع التخرج بالمدرسة
وفيما يخص الصورة الذهنية السلبية لدى البعض عن التعليم الفني، أشار عمر إلى أن هناك من ينظر إلى هذا النوع من التعليم نظرة دونية بسبب ارتباطه بكلمة "صنايع"، معتبرين أن الطالب الذي يلتحق به هو من لم يحصل على مجموع الثانوية العامة، مضيفًا: "هذه النظرة خاطئة تمامًا، كنت من أوائل مدرستي، وكنت أستطيع دخول الثانوي العام، لكنني اخترت التعليم الفني بإرادتي، لأنه كان الأنسب لي ولطموحي".

فريق عمل مشروع الخزنة الإلكترونية الذكية
وحول مشروع تخرّجه، قال عمر إن المشروع حمل اسم "الخزنة الرقمية الذكية"، وكان بمشاركة 12 طالبًا، واستغرق تنفيذه نحو ثمانية أشهر.
وأوضح أن فكرة المشروع انطلقت من الرغبة في تطوير شكل الخزنة التقليدية وإضافة إمكانيات تقنية متقدمة تعزز من مستوى الأمان، موضحًا أن الفريق أضاف ثلاث مراحل من الحماية، تشمل: نظام الرقم السري، وبصمة الإصبع، والفتح عن طريق قارئ بطاقة.

مشروع الخزنة الذكية
وأضاف أن الفريق دعم الخزنة بنظام إنذار ذكي يعمل تلقائيًا عند محاولة إدخال رقم خاطئ أو حدوث محاولة اختراق، حيث يتم تنبيه مالك الخزنة مباشرة، مشيرًا إلى أنه تم تزويد النظام بوحدة اتصال خلوية لإرسال إشعار إلى هاتف المالك.
كما أشار إلى وجود كاميرا أمامية مدمجة في الخزنة، تلتقط صورة لأي شخص يحاول فتحها، ويتم إرسال الصورة تلقائيًا إلى بريد المالك الإلكتروني (Gmail).
ونوّه إلى أن أبرز ما يميز المشروع هو مستوى الأمان العالي والتكامل في عناصر الحماية، قائلًا: "كل وسيلة حماية تمثل مرحلة إضافية من الأمان تساعد المالك على مراقبة الخزنة حتى في غيابه".

مشروع الخزنة الإلكترونية لطلاب التعليم الفني
وأضاف أن تكلفة المشروع بلغت حوالي 15 ألف جنيه، وقد لقي دعمًا وتشجيعًا كبيرًا من معلمي المدرسة، الذين أعربوا عن فخرهم بالفريق، وأشادوا بجهودهم والتزامهم طوال فترة التنفيذ.
وفي جانب آخر من حياته، كشف عمر عن شغفه بعالم الطبخ، مشيرًا إلى أنه يعمل "شيف شعبي" منذ أن كان في الصف الرابع الابتدائي، حيث بدأ العمل في مطاعم ومصانع بمجال الأغذية إلى جانب دراسته، واستطاع التوفيق بين المجالين.

مناقشة مشروع التخرج داخل المدرسة
وقال: "منذ صغري وأنا أعمل وأعتمد على نفسي، لم يكن العمل يومًا عبئًا عليّ، بل ساعدني في تحمّل المسؤولية وتكوين شخصية مستقلة".
واختتم عمر حديثه بالتأكيد على أهمية التعليم الفني في إعداد كوادر متميزة وقادرة على المنافسة في مختلف المجالات المهنية والتقنية، مشيرًا إلى ضرورة دعم هذا النوع من التعليم وتعزيزه، ليتمكن الشباب من تحقيق طموحاتهم واستغلال طاقاتهم الإبداعية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.