تتجه أنظار العالم إلى الجيزة حيث يستعد المتحف المصري الكبير لفتح أبوابه رسميًا في الأول من نوفمبر 2025، في حدث وصفته صحيفة الكوديتيانو الإيطالية بأنه أضخم مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين. وأشارت الصحيفة تحت عنوان، افتتاح المتحف المصرى الكبير يضم كنوز توت عنخ آمون كاملة، إلى أن المتحف يحمل رحلة فريدة فى عمق الحضارة المصرية القديمة وسحرها الخالد الذى لا يزال يأسر العالم حتى اليوم. وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ قرون، لا يزال مصر تشغل خيال الإنسانية بأساطيرها وكنوزها ومعابدها الضخمة التي تجمع بين الطقوس الدينية والفن والعلم، واليوم، يأتي المتحف المصري الكبير ليُعيد تقديم هذه العظمة بروح معاصرة، في صرح معماري يجمع بين الحداثة والهوية المصرية. وأوضحت الصحيفة أن المتحف لا يهدف فقط إلى عرض الآثار، بل يسعى إلى سرد قصة الإنسان المصري القديم وإنجازاته التي غيرت العالم، من اختراع الورق إلى تقويم 365 يومًا، مرورًا بأسرار الفراعنة التي لا تزال تحير العلماء، وعلى رأسها قناع توت عنخ آمون الذهبي. ويمتد المتف على نصف مليون متر مربع ليكون جسرا بصريا يربط بين النيل بالصحراء ويتناغم فى الأفق مع الأهرمات وأبى الهول ، كأنه جسر من الحجر والزجاج بين الماضى والمستقبل. ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية موزعة على 12 قاعة عرض ضخمة، وتحكي تطور الحضارة المصرية من عصور ما قبل التاريخ حتى العهد اليوناني الروماني. أما قلب المتحف فهو قاعة توت عنخ آمون، التي تمتد على مساحة 7 آلاف متر مربع، وتضم جميع القطع الـ5,500 التي اكتشفها عالم الآثار هوارد كارترداخل مقبرة الفرعون الشاب عام 1922. كما يحتضن المتحف تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني وتوليموس الثاني وأرسينوي الثانية، إلى جانب برديات نادرة وكنوز الملكة حتب حرس، والدة الملك خوفو. كما يضم المتحف حدائق مستوحاة من نباتات مصر القديمة، ومتحفًا للأطفال ومراكز للبحث والترميم، ليكون وجهة تعليمية وسياحية متكاملة تستهدف الأجيال الجديدة أيضًا. وتؤكد الصحيفة أن افتتاح المتحف ليس مجرد حدث ثقافي، بل يمثل رمزًا لنهضة مصر الحديثة وسعيها لاستعادة مكانتها كعاصمة للثقافة والتراث العالمي.