المنيا-حسن عبد الغفار
الأربعاء، 23 أبريل 2025 06:04 ممنطقة البهنسا الأثرية بمحافظة المنيا، تتميز بتنوع فريد فى آثارها التى تمتد عبر مختلف العصور التاريخية، بدءا من العصر الفرعونى، حيث اكتُشفت مقبرتان كبيرتان تعودان للأسرة 26، مرورا بالعصرين اليونانى والروماني، والعصر القبطي، وصولا إلى العصر الإسلامى الذى جعل البهنسا قبلة للزائرين، لاحتوائها على عدد كبير من القباب والمزارات الإسلامية التى تخلد ذكرى صحابة وتابعين استُشهدوا خلال الفتح الإسلامى، كما عرفت البهنسا باسم “البقيع الثانى” واحتفظت بأهمية استثنائية لتاريخها الغنى وأطلالها التى تشمل آثارا وكتابات بردية نادرة.
وقد ذكر الواقدى الفتح الإسلامى قائلا: "انطلقت الجيوش لفتح الصعيد فى 10 ربيع الأول عام 21 هجرية، وقد وضع خالد بن الوليد، الصحابى القيس بن الحرث المرادي، للسير إلى البهنسا، فى 1000 فارس كطليعة لجيش المسلمين، وضم معه جماعة من أمراء الصحابة منهم، ودعم خالد الجيوش بالأمير غانم بن عياض، ومعه 1000 فارس وكان بينهم جعفر ومسلم وعلى أبناء عقيل بن أبى طالب، وسليمان بن خالد بن الوليد وشرحبيل بن حسنه (كاتب الوحي) ، والمغيرة بن شعبة، وسعيد بن زيد، أحد العشرة المبشرين بالجنة وعندما وصل (القيس بن الحرث) إلى البهنسا، وجدها مدينة حصينة ذات أبواب أربعة على كل باب ثلاثة أبراج، وحراسة شديدة وكانت غربى البحر اليوسفى، فأنزل جزء من قواته بجانب الجبل الغربى المطل على المدينة، وانطلق أبو هريرة، وابوذرالغفاري، ومالك الأشتر وذو الكلاع الحميرى للنزول بجانب الروم، وقاتلوهم حتى فر الروم إلى مركز مطأى شمال البهنسا، ودارت هناك معارك كبيرة، أشهرها معركة بردنوها.
وتبعد منطقة البهنسا عن مركز بنى مزار حوإلى 15كيلومتر، واطلق على مركز بنى مزار هذا الاسم لأنها كانت البوابه الرئيسية للمزارات ومنها منطقة البهنسا، التى تعد مزارا فتوحا وهاما لما تضمه من اثار بدا من العصر ألفرعونى حتى الاسلامى وقد تم ترميم 14 قبة للصحابة الذين تم دفنهم فى المنطقة إثر استشهادهم بعد المعركة الكبرى أو معركة ألفتح الإسلامى للصعيد.
وتضم منطقة البهنسا أو البقيع الثانى مايقرب من 5 الاف صحابى منهم وكما ذكر المؤرخون 70 ممن شهدوا غزوة بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أشهر الصحابة فى البهنسا، زياد ابن ابى سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وسليمان ابن خالد ابن الوليد،و عبدالرحمن ابن ابى بكر الصديق والحسن بن زين العابدين بن الحسن بن على بن ابى طالب ومحمد بن ابى ذر الغفارى ومحمد بن عقبة بن نافع وعلى بن عقيل بن ابى طالب وجعفر بن عقيل بن ابى طالب وخولة بنت الأزور والقعقاع بن عمرو.
لم تكن البهنسا مجرد منطقة شاهدة على ألفتح الاسلامى فقط بل ايضا كانت قلعة من قلاع صناعة الغزل والنسيج وكانت مركزا يتم فيها صناعة كسوة الكعبة فى العصر ألفاطمى لسنوات طويلة، وهى تضم ايضا قبر السبع بنات وشجرة السيدة مريم العذراء.
وقيل إن الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق عندما زار المنطقة خلع حذاؤه وتجول حافيا وعندما سأل عن ذلك قال كيف تدوس قدم ارض تضم بين جنباتها من شهدوا غزوة بدر مع الرسول الكريم وكبار الصحابة والتابعين، ومن هنا أصبحت عادة لدى الكثيرين من مريدين المنطقة وروادها.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.