بورسعيد - محمد عزامالجمعة، 04 يوليو 2025 03:19 م في قلب بورسعيد، حيث يعانق البحر السماء في لوحة زرقاء بديعة، يعيش عم محمد نجيب السبعيني الذي خطّت الأمواج قصته وصاغت الرمال عزيمته، ستة عقود قضاها في صيد "أم الخلول"، ذلك المحار المتواري تحت الرمال وكأن البحر يخفيه هديةً للصابرين. ورث عم محمد عشق البحر ومهنة الصيد عن أبيه وجده، وبدأ رحلته منذ أن كان في الثالثة عشرة. مع أول خيوط الفجر، يمضي إلى الشاطئ حاملاً أدواته البسيطة: "الكوريك" (المجرفة) و"المهزة" (المنخل)، يغرف الرمال، يغربلها، ثم يجمع حصاده في أوعية مملوءة بمياه البحر، محافظًا عليه طازجًا حتى البيع. ورغم شظف العيش، فإن حب البحر يظل هاجسه الأكبر، فهو الذي علّمه الصبر والرضا، يعمل طوال العام فى صيد "أم الخلول" ويزدهر الصيد فى الشتاءً، حين تقذف الأمواج كميات وفيرة منه إلى الشاطئ، ليصبح لقمة سائغة للصيادين والهواة.