شمال سيناء - محمد حسين
السبت، 16 أغسطس 2025 12:00 صتعد محافظة شمال سيناء إحدى أهم المحافظات المصرية من حيث الموقع الاستراتيجي، فهي تمثل همزة الوصل بين المشرق العربي والمغرب العربي، وتقع في الركن الشمالي الشرقي لجمهورية مصر العربية، مطلة على البحر المتوسط بساحل يمتد لأكثر من 220 كيلومترًا، هذه الأرض الواعدة، التي تضم 85 قرية و473 تابعًا إداريًا، تتميز بتنوع مناخي فريد يبدأ من الطابع المتوسطي شمالًا ويتدرج حتى المناخ شبه الصحراوي وسط وجنوب المحافظة، وهو ما يمنحها مقومات استثنائية في المجالات الزراعية والسمكية والحيوانية.
توضح بيانات محافظة شمال سيناء الرسمية، أنه تتمتع شمال سيناء ببنية تحتية متطورة في مجال الاتصالات والمواصلات، سواء البرية أو البحرية أو الجوية، مما يربطها بباقي المحافظات ويجعلها مؤهلة للاستثمار الزراعي والصناعي. وتعتمد استراتيجية التنمية في المحافظة على توظيف هذا الموقع الاستراتيجي والمناخ المتنوع لتحقيق نقلة نوعية في الإنتاج الزراعي.
وتشتهر مراكز شمال سيناء بخصوصية إنتاجية متميزة؛ حيث تنتج رفح والشيخ زويد الخوخ والتين والموالح، بينما تبرز العريش بإنتاج الزيتون عالي الجودة. أما بئر العبد، فهي موطن النخيل، في حين يتميز مركزي نخل والحسنة بالنباتات الطبية والعطرية التي تشهد طلبًا متزايدًا في الأسواق العالمية. تشمل أبرز المحاصيل الزراعية في شمال سيناء: اللوز، الخوخ، الزيتون، التين، العنب، القمح، الشعير، الخضروات، البطيخ، والتفاح.
وتستهدف الدولة من خلال مشروع ترعة السلام زيادة الرقعة الزراعية بمقدار 156.5 ألف فدان، مستفيدة من تنوع مصادر المياه المتاحة كالآبار والأمطار والسيول. وتُعد الأراضي في وسط وشمال المحافظة من أكثر المناطق الصالحة للاستصلاح الزراعي، خاصة مع توافر الإمكانيات الفنية والخبرات المحلية القادرة على استخدام تقنيات الري الحديث، مما يعزز التوجه نحو إنشاء مجتمعات زراعية مستقرة ومنتجة.
وفي منطقة شرق العريش، إحدى أبرز المناطق الزراعية بالمحافظة، تمتد الزراعة على مساحة ساحلية بطول 50 كم حتى الحدود الدولية مع غزة. وتُروى الأراضي هناك إما بمياه الأمطار أو من خلال الآبار، التي تتراوح أعماقها بين 15 و100 متر، وتتنوع الزراعات هناك بين مطرية مثل الخوخ واللوز والتين والعنب، ومروية مثل الموالح والزيتون والتفاح والخضروات.
يُعد مشروع ترعة السلام من المشروعات القومية الطموحة التي تعول عليها الدولة في تنمية شمال سيناء. وينقسم هذا المحور إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي ترعة السلام التي تغطي مساحة 156.5 ألف فدان، وتخضع لاستثمار منظم وفقًا لشروط الهيئة العامة لمشروعات التنمية العمرانية التابعة لوزارة الزراعة.
ومنطقة السر والقوارير تمتد على مساحة 85 ألف فدان، وأظهرت الدراسات الاقتصادية أن 17% فقط من هذه المساحة يحتاج إلى رفع منسوب يزيد عن 100 متر، مما يبشر بإمكانية زراعتها بتكلفة معقولة.
وخارج زمام ترعة السلام تم تجهيز هذه المناطق بالبنية الأساسية اللازمة كشق الطرق وتوصيل الكهرباء وحفر الآبار، ما أسفر عن زراعة 152 ألف فدان بمحاصيل متنوعة.
إلى جانب ترعة السلام، تساهم ترعة الشيخ جابر الصباح، الواقعة شرق قناة السويس، في توصيل المياه إلى الأراضي الصحراوية الجديدة، مما يعزز فرص التوسع الزراعي ويدعم جهود الدولة في تعمير سيناء.
وتعد بحيرة البردويل من أنقى البحيرات على مستوى العالم، وتبلغ مساحتها 165 ألف فدان، ويصل إنتاجها السمكي إلى نحو 3500 طن سنويًا، ما يجعلها من أهم الموارد الطبيعية بالمحافظة. كما تنتج المياه البحرية على ساحل شمال سيناء نحو 1500 طن من الأسماك سنويًا، وهو ما يعزز الأمن الغذائي.
وتم تنفيذ مشاريع استزراع مكثف من خلال إنشاء مزرعتين سمكيتين؛ واحدة بجوار مطار العريش والثانية بقرية أم شيحان بمركز الحسنة، بطاقة إنتاجية تصل إلى 70 طنًا للمزرعة الواحدة في كل دورة إنتاج. كما يجري العمل على إنشاء 6 مزارع جديدة موزعة على مختلف المراكز، إلى جانب إعداد الدراسات اللازمة لإنشاء مفرخ سمكي بحري في منطقة غرب العريش بطاقة تتراوح بين 3 و5 ملايين وحدة إصباعية سنويًا.
وتتوسع المحافظة في مشروعات القفص السمكي البحري، المخصصة لتشغيل شباب الخريجين، بواقع 80 قفصًا تجريبيًا. كما يتم العمل على استغلال الآبار التي ارتفعت ملوحتها وتحويلها إلى مزارع سمكية، ما يعزز الاستفادة القصوى من الموارد المائية.
تعتمد الثروة الحيوانية في شمال سيناء على تربية الأغنام والماعز، بإجمالي يبلغ نحو 100 ألف رأس، تعيش على المراعي الطبيعية التي تعتمد بدورها على الأمطار الموسمية. أما في مجال الثروة الداجنة، فتضم المحافظة عددًا من المزارع المتخصصة في تربية الدواجن، والتي تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم البيضاء وتصدير الفائض إلى باقي المحافظات.
تكشف هذه المؤشرات عن حجم الإمكانات التنموية الضخمة التي تزخر بها محافظة شمال سيناء، حيث تتكامل الموارد الطبيعية من مياه وأراضٍ وأسماك وثروة حيوانية، مع الجهود الحكومية المتواصلة لإنشاء بنية تحتية قوية تسهم في اجتذاب الاستثمارات، وتوفير فرص عمل، وتحقيق الاستقرار المجتمعي.

أرض الفرص الواعدة بين الزراعة والموارد الطبيعية

أرض الفرص الواعدة بين الزراعة والموارد

أرض الفرص الواعدة بين الزراعة

جانب من الإعمال بسيناء

جانب من الزراعات

شرايين مائية تعيد الحياة للصحراء

محاصيل وفرص استصلاح واسعة

محاصيل وفرص استصلاح
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.