البحر الأحمر – عماد عرفة

رحلات السفاري الجبلية من أبرز الأنشطة التي تجذب السياح إلى محافظة البحر الأحمر، خصوصًا الزوار الأوروبيين، حيث أنشأت شركات السياحة مخيمات متخصصة تنطلق منها سيارات الدفع الرباعي إلى مناطق جبلية متنوعة ومعروفة، بعضها له طابع فريد مثل سلاسل جبال البحر الأحمر التي يقصدها محبو رياضة المشي والتسلق وسط الطبيعة.

أحد أبرز هذه المواقع هو جبل القطار، والذي يقع شمال غرب الغردقة، وسُمي بهذا الاسم لتشابه قممه مع عربات القطار. تُنظم إليه رحلات خاصة بطلب من السائحين الذين يفضلون التنقل بين الأودية أو ممارسة التسلق.

من جانبه قال  بشار أبو طالب، نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، إن المنطقة تتميز بطبيعة خلابة وتنوع بيئي فريد، حيث رُصدت فيها كائنات نادرة وأعشاب طبية يعرف قيمتها البدو العرب، وتستوطنها قبائل المعازة.

وأوضح أن السائحين خلال هذه الرحلات يمارسون أنشطة متعددة مثل المشي البيئي، ومشاهدة عين المياه المتدفقة من قمم الجبال، والاستشفاء الطبيعي، وتسلق المرتفعات.

من الوجهات الأخرى ذات الطابع الفريد، منطقة جبل الدخان، والتي تقع على بعد 50 كيلومترًا جنوب غرب الغردقة، وتضم آثارًا رومانية تعود إلى القرن الثالث الميلادي في عهد الإمبراطور “دقلديانوس”. وتحتوي على بقايا معبد، ومدينة للعمال، ومقابر، بالإضافة إلى أنواع متعددة من النباتات الطبية والحيوانات النادرة.
وأشار نقيب المرشدين إلى أن الرومان استخدموا المنطقة كمحجر لاستخراج حجر السماق البنفسجي الملكي، وأقاموا ميناءً صغيرًا يُعرف باسم “حصن أبو شعر” لتصديره. واليوم، تُعد المنطقة مقصدًا سياحيًا مميزًا ومهيأة لإدراجها ضمن برامج السفاري لتعزيز السياحة وزيادة الدخل القومي.

أما وادي مليحة، فيقع شمال الغردقة على بُعد 55 كيلومترًا، داخل منطقة تُعرف باسم “كبة النخلة”. وهو وادٍ غير معروف لدى معظم سكان المدينة، بل يعرفه أبناء القبائل المحلية، ويتميّز ببحيرة مياه أمطار تتوسط نخيلًا كثيفًا.

جمعة ابو يوسف ابن قبيلة المعازة، أكد أن وادي مليحة يمتد ليشمل مناطق جبل الدخان وجبل شايب البنات، الذي يُعتبر أعلى قمة في البحر الأحمر والمعروف باسم “إيفرست البحر الأحمر”، لافتا إلى أن الرحلات إليه غالبًا ما تكون مخصصة للمستكشفين والعاملين في مجالات الطبيعة والجيولوجيا، نظرًا للتنوع الصخري الفريد في جباله.

وأشار إلى أن الموقع لا يعرفه كثير من السياح إلا من خلال أبناء القبائل، وقد سبق أن زاره السفير الألماني السابق بالقاهرة. ووصف المنطقة بأنها “واحة من الجنة” تحتاج إلى تسويق ودمجها ضمن البرامج السياحية، مطالبًا بالسماح بالتخييم فيها وتنظيم رحلات منتظمة إليها بالتنسيق مع شركات السياحة.

وأكد أن المشي في وادي مليحة تجربة استثنائية، حيث يسير الزائر وسط مزيج من الخضرة والمياه والرمال الذهبية، في مشهد فني يبرز روعة خلق الله وجمال الطبيعة.

تصل إليها وفود سياحية بشكل خاص

جبل الدخان

جبل القطار شمال غرب الغردقة

طبيعة الأودية الجبلية بالبحر الأحمر

وادى مليحة شمال غرب الغردقة