لم تمر سوى دقائق معدودة حتى تحولت حياة أسرة كاملة إلى كابوس مأساوي سيلاحق أفرادها، خاصة الأطفال الثلاثة الذين فقدوا والديهم في لحظات مفاجئة، فبينما كانت الحياة تسير بصورة طبيعية، تعرض رب الأسرة لحادث سير مكث على إثره في المنزل فترة من الوقت، وبعد أن تحسنت حالته الصحية أصيب بنزيف داخلي أدخله في صراع مع الموت، ولم يلبث طويلًا حتى فارق الحياة ليكون الخبر كالصاعقة على زوجته وأسرته.

خيمت حالة من الحزن الشديد على القرية بعد وفاته، ومع انتهاء إجراءات تصريح الدفن وأداء صلاة الجنازة عقب صلاة الظهر، خرج الأهالي في مشهد مهيب لتشييعه إلى مثواه الأخير والدموع تملأ العيون وصرخات النساء تملأ أرجاء المكان، جاء الجميع لمواساة الزوجة المكلومة لكنها لم تحتمل صدمة الفقد، فسقطت فجأة وسط عزاء السيدات، وهرع الجميع لإنقاذها، إلا أن قضاء الله كان نافذًا، حيث توفيت إثر أزمة قلبية حزناً على فراق زوجها، بعد ساعات قليلة فقط من وفاته.

وفي مشهد يقطر ألما، شيع المئات من أهالي قرية الترامسة بمحافظة قنا جثمان الزوجة إلى مقابر العائلة، لتلحق بزوجها في يوم واحد تاركين خلفهم أبناء كتب عليهم القدر أن يعيشوا دون أب أو أم.

وسادت أجواء من الحزن أرجاء القرية، خاصة أن الزوجين كانا يتمتعان بسمعة طيبة، ويعرف عنهما حب الناس وحسن المعشر، فكما "عاشا معًا.. رحلا معًا".

وقال أحد أهالي القرية، إن شاب يدعى يوسف دياب، توفي اليوم وحزنا عليه توفيت زوجته بعد ساعات، ولحقت به زوجته بعد العودة من دفن جثمانه، ليتم تشييع جثمانها بعده بساعات قليلة، وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي، إلى سرادق عزاء، داعين الله أن يتغمد الزوجين بواسع رحمته.